دعا الناشطون المناهضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد إلى التظاهر بكثافة اليوم الجمعة تحت شعار "ثورة لكل السوريين"، وذلك غداة تطبيق وقف اطلاق النار الذي يشهد بعض الخروقات.في الوقت نفسه، ينشط اعضاء في مجلس الامن الدولي لاصدار قرار بنشر مراقبين دوليين في سوريا، ويتوقع ان يتوجه اليوم إلى دمشق الجنرال النرويجي روبرت مود على رأس فريق فني للاعداد لوصول بعثة المراقبين الذين سيكلفوا مراقبة وقف اطلاق النار الذي بدا تطبيقه الخميس في سوريا. ومنذ الصباح، سجل خروج تظاهرات في قريتي عربين وبيبلا في ريف دمشق وفي حيي القدم ومعضمية الشام في العاصمة وفي حي الصاخور في مدينة حلب (شمال)، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.وكانت الدعوة وجهت عبر المواقع الالكترونية للناشطين الى مشاركة جميع السوريين، لا سيما المترددين، ايا كان انتماؤهم الديني او السياسي في تظاهرات الجمعة.
وكتبت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" على موقع "فيسبوك" الالكتروني "اليوم لا عذر لاحد فهو يوم لكل السوريين. ان اردتم نهاية لعمليات القتل انتفضوا. ان اردتم نهاية لعمليات تدمير المدن انتفضوا. ان اردتم نهاية لال الاسد انتفضوا".وتحت صورة كبيرة لمدينة دمشق، توجهت الصفحة الى سكان دمشق بالعبارة التالية "الساحات بانتظاركم يا ابطال الفيحاء".
ويرى محللون ان النظام سيكون اليوم امام اختبار الالتزام بوقف النار في حال خرجت تظاهرات كثيفة تطالب باسقاطه.ورأى الخبير في شؤون الشرق الاوسط كريم بيطار من مركز ايريس للدراسات (معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية) في باريس ان "اضطرار القوات السورية الى تخفيف الضغط (بموجب وقف اطلاق النار) سيسمح للسوريين باتخاذ قرار بالانضمام الى الثورة الشعبية ام لا".
وقال "اذا راينا اناسا ينزلون بكثافة الى الشارع بعد تطبيق وقف النار ويواصلون الثورة، سيكون امام (الرئيس السوري) بشار الاسد اما استئناف القمع واما اخذ علم وترقب المرحلة التالية". وكانت تظاهرات ليلية خرجت في عدد من المناطق اكبرها في مدينة دير الزور (شرق)، وصفتها لجان التنسيق المحلية بانها التجمع الاكبر منذ شهور.
كما سارت تظاهرات ليلية في مدينة حلب والزبداني ودوما في ريف دمشق ودرعا المحطة (جنوب) وداعل في محافظة درعا. واعلنت وزارة الداخلية السورية الخميس ان اي تظاهرة يجب ان تحصل على "ترخيص من الجهات المختصة". وسجل ناشطون والمرصد السوري انتشارا امنيا كثيفا في عدد من المناطق اليوم.
واشار المرصد الى "استمرار انتشار الحواجز العسكرية والامنية في المناطق من دون تسجيل اي انسحاب للقوات العسكرية من المناطق التي كانت فيها قبل سريان وقف النار". وتنص خطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان لحل الازمة السورية على سحب الآليات العسكرية من الشارع على ان يلي ذلك وقف لاعمال العنف من جانب كل الاطراف، والسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام الى سوريا، والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث، والسماح بالتظاهر السلمي وبدء حوار حول مرحلة انتقالية.
وقال احمد فوزي، المتحدث باسم انان، الجمعة ان الموفد الدولي "مدرك ان الوضع ليس مثاليا في سوريا في الوقت الحالي... هناك معتقلون يجب الافراج عنهم ولا بد من اقامة ممرات انسانية"، مذكرا بان اكثر من مليون شخص يحتاجون الى مساعدات غذائية في سوريا بحسب الاممالمتحدة. ودخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ السادسة من صباح أمس الخميس ، وتراجعت اعمال العنف منذ ذلك الوقت، رغم بعض الخروقات التي تسببت بمقتل اكثر من عشرة اشخاص امس.
ووقعت اشتباكات محدودة صباح الجميعة بين الجيش النظامي ومنشقين في منطقة حدودية مع تركيا (شمال غرب)، وهي الاولى منذ وقف اطلاق النار، بحسب المرصد. في باريس، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة انه لا يثق في صدق نية بشار الاسد ولا في فرص نجاح وقف اطلاق النار. وقال "اعتقد انه من الضروري ارسال مراقبين اقله لنعلم ماذا يحصل".
وينص مشروع قرار صاغته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وطرح على مجلس الامن الدولي على ارسال نحو ثلاثين مراقبا الى سوريا للاشراف على وقف النار ويطالب باعادة القوات السورية الى ثكناتها. ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس وقف اطلاق النار في سوريا بانه "خطوة اولى هشة" في اتجاه وقف العنف، معربا عن قلقه بشان التزام الرئيس السوري بخطة انان. واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان فرنسا تملك "قرائن" على قيام النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الانسانية في سوريا تتيح اللجوء الى القضاء الدولي.