تصاعدت ردود الأفعال الغاضبة من «استحواذ الإسلاميين على الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور»، وذلك عبر الخروج فى مظاهرات ووقفات احتجاجية، شهدتها محافظات عدة، أمس. وفيما يشبه التحالف ضد «تشكيل التأسيسية»، نظم عشرات من النشطاء وأعضاء الحركات والأحزاب السياسية فى محافظة الدقهلية وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، مساء أمس الأول، شارك فيها أعضاء من أحزاب التجمع والكرامة والتحالف الشعبى الاشتراكى ومصر الحرية والتحرير، وحركات كفاية و6 أبريل واحدًا.
وعقب الوقفة الاحتجاجية، نظم المشاركون مسيرة اتجهت نحو المكتب الإدارى لجماعة الإخوان المسلمين بالدقهلية، لتنظيم وقفة احتجاجية ضد استحواذ الجماعة على الجمعية التأسيسية.
وأصدرت الحركات والأحزاب المشاركة بيانا تضمن وثيقة تتضمن حقوق كل مواطن فى الدولة، واختصاصات كل سلطة تحدد صلاحيات البرلمان والرئيس والقضاء، وتطرق إلى معنى الجمعية التأسيسية.
وردد المحتجون على تشكيل الجمعية التأسيسية هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد يسقط يسقط حكم العسكر»، و«عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان ملهمش أمان»، و«ولا إخوان ولا أعوان.. هى الصفقة أثاثها بان».
عز الدين عبدالرحمن سيد، حفيد القيادى التاريخى فى جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب، وأحد المستقيلين من الجماعة قال: «نظمنا مسيرة إلى مقر الإخوان، اعترضا منا على سياسات حزبها لحرية والعدالة».
وفى محافظة السويس، دعا عدد من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير فى بيان لهم، إلى ضرورة استبعاد أى قوى سياسية من الجمعية التأسيسية للدستور، مطالبين بأن يكون الأساس فى الجمعية التأسيسية «مؤسسات الأزهر والكنيسة، والمحكمة الدستورية»، رافضين للعروض التى قدمها السلفيون والإخوان، باستبدال عدد من أعضائهم فى الجمعية التأسيسية، بآخرين من غير المحسوبين على التيار الإسلامى». وطالب أعضاء الوطنية للتغيير من جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية، «ضرورة التعلم من دروس التاريخ».
أحمد الكيلانى، منسق الجمعية فى المحافظة قال: «خروج عشرة أشخاص من تأسيسية الدستور ودخول عشرة مكانهم ليس الحل لإعادة الشرعية للجمعية التأسيسية المنقوص شرعيتها، لأنه المهم هو وجود المؤسسات الحقيقية مثل الأزهر والكنيسة والمحكمة الدستورية العليا ورجال القانون الذين لم يمثلوا من الأساس بشكل حقيقى، بسبب السعار الذى تملك جماعة الإخوان، وجنون السيطرة على مقاليد البلاد الذى أصابهم».
وترأس الناشط السياسى جورج إسحاق، اجتماعا للقوى السياسية والحزبية بمحافظة بورسعيد، بمقر حزب المصريين الأحرار، مساء أمس الأول، وهو الاجتماع الذى خصص لمناقشة طريقة تشكيل الجمعية التأسيسية، وأسلوب الخروج من الأزمة الحالية.
وشدد إسحاق على رفضه «هيمنة وسيطرة فئة بعينها على عملية إعداد الدستور، ووصاية تيار معين على الشعب»، ودعا إلى «حشد الجماهير لرفض هذه الإجراءات، ووضع عدد من الفعاليات لتحريك الشارع، من بينها تشكيل لجنة تنسيقية لإعداد المطبوعات وتوزيع المنشورات، إلى جانب عقد الندوات والمؤتمرات».
وفى ختام الاجتماع أصدرت الأحزاب والقوى السياسية والمنظمات المشاركون، بيانا يؤكد «الرفض التام للأسلوب الذى تم من خلاله تشكيل لجنة كتابة الدستور، لابتعاده عن مفهوم التوافق الذى كان الوطن يتوقعه فى هذه اللحظة الحاسمة من مساره السياسى»، وأعلنوا كذلك «الاعتراض على التشكيل النهائى للجنة، والذى أسفر عنه هذا الأسلوب المعيب، حيث جاء التشكيل غير معبر عن المجتمع المصرى بكل ما فيه من تنوع وتعدد وثراء فى الكفاءات».
شارك في التغطية: سيد نون وكمال الجزيرى ومحسن عشرى ونعمان سمير.