اعتبر الدكتور رفعت السعيد- رئيس حزب التجمع، أن مصر تعيش كوميديا سوداء بعد ترشيح حزب الحرية والعدالة ومجلس شورى الجماعة السيد خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، مبدياً دهشته من اختلاف موقف الإخوان المسلمين بدءاً من زيادة نسبة مرشحيهم بمجلس الشعب، مروراً باستحواذهم على لجان مجلسي الشعب والشورى، وصولاً إلى إصرارهم على الاستيلاء على اللجنة التأسيسية للدستور، ثم ترشيحهم السيد خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية بدعوى الحفاظ على مبادئ الثورة، على الرغم من تأكيدهم سابقاً عدم ترشيحهم أحداً للرئاسة.
وأوضح رئيس حزب التجمع، في مداخلة تليفونية له لبرنامج "صفحة جديدة" على شاشة التليفزيون المصري، أن ما يحدث يعكس رغبة استحواذية من قبل جماعة الإخوان لتستحوذ على مصر بأكملها، مؤكداً أن حق الترشح حق دستوري وقانوني، ومنتقداً في الوقت نفسه أسلوب الاستحواذ على كل شيء الذي يخيف المصريين جميعاً، ويدفعهم للتساؤل إلى أين ستسير مصر؟ وهل سيسوق هذا إلى صدام بين دعاة التأزم السياسي بعضهم البعض؟ خاصة بعد ترشح حازم صلاح أبو إسماعيل عن السلفيين، وترشح خيرت الشاطر عن الإخوان، وانتقال هذه المعركة إلى مجلس الشعب ومنه إلى مجلس الشورى، ثم إلى لجنة وضع الدستور.
من جانبه، أكد عبد الرحمن البر- عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، صدقهم مع الشعب المصري ووضوح قراراهم بعدم الدفع بأحد المرشحين لرئاسة الجمهورية حتى ساعات قليلة، حيث جرت محاولات للتواصل مع بعض القيادات المصرية الوطنية صاحبة التاريخ الجيد حتى تتقدم لهذا المنصب لإنقاذ مصر في هذه اللحظات الحرجة، ولكن هذه القمم رفضت، فكان من المهم أن يتخذ مجلس شورى الإخوان هذا القرار لمصلحة الثورة والأمة، لحمل الأمانة والرسالة التي حملها لهم الشعب.
وفيما يتعلق باستياء الشعب بالدور الذي يقوم به مجلسي الشعب والشورى، وكذلك تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور الجديد، وهيمنتهم على مجلس الشعب ثم إعلانهم ترشيح السيد خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، قال عضو مكتب الإرشاد إن "هذا كله كلام يكذبه الواقع، بدليل أن كل النقابات المهنية تدل على أن الشعب رضي بهم كفئة تريد أن تكون مصر فوق الرؤوس، وتحمل مصر في قلوبها وتفديها بدمائها".
وعن اللجنة التأسيسية للدستور، أوضح البر، أنها تمت وفقاً للإعلان الدستوري والذي توافق عليه الجميع، لافتاً إلى أنها ضمت مختلف الفئات والنخب الموجودة، وليس أغلبيتها من الإخوان أو من التيار الإسلامي بشكل عام كما يقال، متعجباً في ذات الوقت ممن يصادر على هذا.