قالت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إن النظام السوري يتعمد استهداف الأطفال بطريقة ممنهجة، معبرة عن قلقها العميق على مصير المئات من الأطفال المحتجزين في السجون السورية. وقالت بيلاي إن بوسع بشار الأسد إنهاء حالات قتل المدنيين واحتجاز الأطفال بسهولة عن طريق إصدار أمر رئاسي بهذا الخصوص.
وكانت الحكومة السورية قد وافقت على خطة للسلام تقدم بها مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى دمشق كوفي عنان.
ولكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت إن الأفعال وليس الأقوال هي التي ستثبت حسن نوايا الحكومة السورية.
وقالت كلينتون "إن سجل الأسد حافل بالوعود غير المنفذة، ولذا يجب أن نتأكد أن الالتزام المعلن للحكومة السورية بالخطة الأخيرة سيقابلها فعل فوري".
وأضافت المسؤولة الأمريكية "إذا كان الأسد ينوي فعلا طي هذه الصفحة المظلمة من تاريخ سوريا، فبإمكانه إثبات ذلك فورا بإصدار أوامره لقواته بالتوقف عن إطلاق النار والانسحاب من المناطق الآهلة بالسكان".
من جانبها، قالت نافي بيلاي إن بشار الأسد سيحاكم جراء الانتهاكات التي اقترفتها قواته.
وقالت المسؤولة الأممية، ردا على سؤال حول مسؤولية الأسد عن الانتهاكات "هذا هو الموقف القانوني. فهناك ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى أن العديد من الانتهاكات ارتكبت من جانب قوات الأمن التي لابد أنها كانت تأتمر بأرفع المستويات في الدولة السورية. فبوسعه إصدار أمر لقواته بالتوقف عن قتل المدنيين، وعندئذ ستتوقف هذه الأعمال فورا".
وتحدثت بيلاي عما وصفته "بالمعاملة المريعة" التي تعرض لها الأطفال أثناء الأزمة التي ما برحت سوريا تمر بها، وقالت "إنهم يستهدفون الأطفال بأعداد كبيرة، فقد احتجزوا وعذبوا المئات منهم. إنه أمر مرعب".
وقالت بيلاي إن مرتكبي هذه الانتهاكات سيحاسبون على أفعالهم، وأضافت "لا تسقط هذه الجرائم بالتقادم، فالأسد وغيره قد يتمكنون من الإفلات لمدد طويلة ولكنهم سيواجهون العدالة يوما ما".
وكانت فصائل سورية معارضة قد اتفقت في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء على الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل رسمي للشعب السوري، وذلك في اجتماع عقد في اسطنبول كان الهدف منه توحيد حركة المعارضة لنظام الأسد.
من جانبه، قال أحمد فوزي الناطق باسم المبعوث الدولي كوفي عنان، إن عنان يعتبر موافقة الحكومة السورية على خطته "خطوة أولية مهمة" على طريق إنهاء العنف، ولكنه أضاف أن التنفيذ هو الفيصل.
وشكر عنان، الذي يقوم حاليا بزيارة الصين حيث التقى برئيس وزرائها وين جياباو، الدول التي دعمت جهود الوساطة التي قام بها.
وتدعو خطة عنان ذات النقاط الست الحكومة السورية إلى سحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المناطق المأهولة، كما تدعو طرفي النزاع إلى الالتزام بهدنة يومية أمدها ساعتان لإتاحة الفرصة لإيصال مواد الإغاثة الإنسانية للمناطق المتأثرة بالقتال. كما تشمل الخطة بندا يطالب الحكومة السورية بإطلاق سراح المحتجزين، إلا أنها تخلو من أي مهلة لبشار الأسد ، ولا تطالب بتنحيته.
ورغم الانتقادات التي وجهها كثيرون إلى الخطة، فإنها تؤشر إلى انبثاق مرحلة جديدة إذ أنها تمثل أول محاولة لإنهاء العنف الدائر في سوريا تحظى بتأييد كل أعضاء مجلس الأمن بما فيهم روسيا والصين.
ويبدو أن هذا الموقف الدولي الموحد هو الذي أجبر الأسد على الموافقة على خطة كوفي عنان.