أظهر تقرير صادر عن وزارة الإنماء والتعاون الاقتصادي الألمانية أن نحو 900 مليون شخص أى ما يقارب سبع سكان العالم يستخدمون مياه غير نظيفة منذ بداية القرن ال21 مما يؤدى إلى الإصابة بكثير من الأمراض وحالات الوفاة وانتشار الأوبئة خاصة فى البلدان الفقيرة بأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ، وأن حوالى 2.6 مليار إنسان يعيشيون بدون خدمات صرف صحى. وتبذل الحكومة الألمانية جهدا كبيرا فى مجال السياسة الدولية المتعلقة بالمياه وتسعى إلى توزيع أكثر عدالة للموارد المائية من خلال مشروعات متعددة تقوم بتمويلها ، حيث أنها واحدة من أكبر ثلاث دول متبرعة فى قطاع المياه العالمى ، داعمة بذلك أهداف الألفية الثالثة للتنمية التى وضعتها الأممالمتحدة.
وتعتبر المياه عاملا مهما لسياسة ألمانيا الإنمائية في 28 دولة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، فهى تقدم دعما سنويا يصل إلى 350 مليون يورو لبرامج ومشروعات ضمن هذا الإطار يستفيد منها حوالى 80 مليون من سكان العالم بهدف توفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحى خاصة بالمناطق شبه الصحراوية فى أفريقيا.
وأوضح التقرير - الذى نشر على شبكة الإنترنت - أنه على الجانب الاقتصادى تؤثر ندرة وجود المياه على التنمية الاقتصادية للدول النامية والفقيرة إضافة إلى تهديد السلام العالمى.
ووفقا للتقرير ، فقد قررت ألمانيا خلال الأعوام العشرة المقبلة التركيز فى سياستها التنموية مع الدول النامية على مجالى المياه والصرف الصحى لأهميتهما الكبيرة من خلال تنفيذ مشاريع متنوعة تسهم فى تحسين الظروف المعيشية لنحو 30 مليون شخص فى صحارى أفريقيا حتى عام 2016 عبر توفير المياه النظيفة للشرب وإنشاء مختبرات لتحليلها وحفر آبار ارتوازية وغيرها إضافة إلى توفير خدمات الصرف الصحى.
وأفاد تقرير وزارة الإنماء والتعاون الاقتصادي الألمانية بأن مشاريع المياه التى تنفذها ألمانيا فى دول الشرق الأوسط تتيح إمكانية إدارة الموارد المائية وإصلاح القطاع المائى للاستفادة من الإمكانيات الطبيعية فى هذه الدول كإنشاء محطات تحلية وتكرير تعمل بواسطة الطاقة المتجددة ، فعلى سبيل المثال بدأ العمل عام 2009 فى سلسلة مشاريع بمنطقة حوض الكونغو بالتعاون مع الدول المحاذية للحوض منها مشروع مستدام لتنمية الموارد المائية.
وفي نامبيا التى تعد أكثر دول العالم جفافا ، تم وضع خطة إدارة مائية وأقيم مستودع كبير للمياه يضخها عند توزيعها بواسطة محطات تعمل بالطاقة النظيفة ، وتقوم مشاريع كبيرة بإصلاح قطاع المياه لتوفير المياه الصالحة للشرب بشكل أساسى فى شرق أفريقيا بكينيا وتنزانيا وأوغندا ، حيث ترتفع نسبة الفقر فيها وتعانى من نقص فى مياه الشرب النظيفة خاصة فى المناطق الريفية ، وتعد المياه الملوثة من أهم أسباب انتشار الأمراض المعدية هناك.
وقال برند إيزنبلتر المدير التنفيذي لمشاريع الإنماء في الشرق الأوسط بمؤسسة الجمعية الألمانية للتعاون الإنمائي - فى تصريح على شبكة الإنترنت - إن الحكومة الألمانية تقدم منذ أكثر من 40 عاما مساعدات إنمائية للدول العربية فى مجالات كثيرة أهمها مجال المياه.
وشدد على أن المياه غير النظيفة ستمثل مشكلة مستقبلا وستكون مصادر المياه المتوفرة غير صالحة للاسخدام الآدمى بسبب زيادة نسبة التلوث وتراجع نوعية المياه الجوفية ، مشيرا إلى أن المؤسسة أجرت حصرا لكميات الماء السطحية المتوفرة فى إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وحاجتها إلى المياه حتى عام 2040 من بحيرة طبرية وحوض اليرموك والحوض الأسفل والأعلى من نهر الأردن ، حيث تبلغ الكمية الحالية 975 مليون متر مكعب سنويا تضم مصادر المياه المتجددة وغير المتجددة والمياه المهدرة.