فقد جرام الذهب من عيار 21، الأكثر تداولا فى السوق المصرية، خلال أسبوعين نحو 25 جنيها، عقب تراجع سعر الأوقية فى الأسواق العالمية من 1790 دولارا إلى 1660 دولارا، طبقا لأسعار الأمس، بسبب ارتفاع قيمة الدولار فى مواجهة باقى العملات الأوروبية والآسيوية. ورغم ذلك مازال الركود يسيطر على السوق المحلية. وقال شريف السرجانى، أحد كبار تجار الذهب فى مصر، ل(الشروق)، إن جرام الذهب عيار 21 تراجع خلال الفترة الأخيرة من نحو 302 إلى 277 جنيها، وفقا لأسعار الأمس، بعد هبوط أسعاره فى الأسواق العالمية نتيجة ارتفاع قيمة الدولار فى مواجهة باقى العملات العالمية، «سعر الذهب فى مصر يتحرك وفقا لحركته فى السوق العالمية، لأنه من السلع التى لا تفرض عليها رسوم جمركية فى الاستيراد والتصدير».
وكانت بيانات متتالية عن الاقتصاد الأمريكى أخيرا اتسمت بالإيجابية قد دعمت سعر الدولار، ورفعت شهية المستثمرين إلى الإقبال على سوق الأسهم رغم ارتفاع مخاطرها، والتخلى نسبيا عن شراء الذهب الذى يعتبر ملاذا آمنا للاستثمار فى ظل الأزمات، كما قامت نسبة منهم ببيع كميات من الذهب لعمل جنى أرباح بعد صعود سعره الكبير ليلامس 1790 دولارا للأوقية.
وقالت وزارة العمل الأمريكية قبل 10 أيام إن شهر فبراير شهد زيادة فى عدد الوظائف المتوافرة، مما يعنى أن هناك نموا فى تلك الوظائف للشهر السادس على التوالى، وهو ما يعنى تحسنا فى الاقتصاد، كما قال مجلس الاحتياط الفيدرالى أو البنك المركزى الأمريكى منذ عدة أيام إن النمو المتوقع فى نهاية العام سيكون متوسطا، بعد أن صرح فى يناير أن النمو المتوقع سيكون ضعيفا.
وقال جيريمى فريزين، محلل أسواق السلع الاولية لدى سوسيتيه جنرال فى هونج كونج، لرويترز أمس «يتفقد المستثمرون خيارات استثمارية أخرى مع انحسار بواعث القلق لديهم بشأن النمو الاقتصادى ورغبتهم فى امتطاء موجة صعود الاسهم وهو ما يتناقض مع بعض الاسباب التى تجعل الناس يشترون الذهب».
وأشار السرجانى إلى إن هذا التراجع فى سعر الذهب لم يشجع المصريين على الشراء، رغم الاحتفال بعيد الأم لأن سعره مازال مرتفعا بالنسبة للكثير من المواطنين، «أقل قرط وهو الحمصة المخصص للأطفال سيكون سيكون وزنه جراما ونصف الجرام وسعره سيصل إلى 600 جنيه فمن الصعب أن يقوم كثيرون بشرائه عند هذا السعر».
وواصل سعر الذهب انخفاضه أمس، على خلفية توقعات على مؤشرات أخرى إيجابية ومتفائلة للاقتصاد الأمريكى، وهبط السعر الفورى للذهب فى التعاملات الصباحية فى الأسواق الأوروبية بنسبة 0.3% ووصل إلى 1655.35 دولار للاوقية.
وحسب رويترز، كانت توقعات تيسير السياسة النقدية فى أنحاء العالم، تحسبا لتباطؤ اقتصادى قد عززت الاستثمار فى الذهب كأداة تحوط فى مواجهة التضخم مما رفع الأسعار الفورية للذهب 14% هذا العام إلى نحو 1800 دولار للأوقية، لكن الإقبال على الأصول الآمنة بدأ يفقد إغراءه فى ظل بيانات قوية للاقتصاد الامريكى فى الاشهر الاخيرة مما رفع ثقة المستثمرين فى تعافى أكبر اقتصاد فى العالم.