قتل 13 شخصا على الأقل وأصيب حوالي 30 آخرين بجروح إثر تفجير انتحاري أثناء جنازة في شمال غرب باكستان اليوم الأحد كما أعلنت الشرطة ومصادر طبية. وأوضح الضابط في الشرطة كلام خان لوكالة فرانس برس أن التفجير وقع قرب مقبرة بعد ان انهى السكان لتوهم الصلاة عن روح الميت في حي بدابر عند اطراف بيشاور عاصمة ولاية خيبر بختونخوا.
واضاف "انه هجوم انتحاري. عثرنا على راس منفذ التفجير وساقيه"، مؤكدا ان "13 شخصا على الاقل قتلوا واصيب اكثر من 30 بجروح". واكد الطبيب رحيم جان من المستشفى المحلي هذه الحصيلة. وقال "لدينا 13 قتيلا جميعهم من الرجال. وهناك 34 جريحا اصابات اربعة منهم بالغة الخطورة".
وقال قائد شرطة بيشاور امتياز الطاف ايضا انه تفجير انتحاري على الارجح مشيرا الى استخدام 8 كيلوات من المتفجرات. ولم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير لكن ناشطين اسلاميين قاموا بهجمات عديدة في المنطقة. ووقع التفجير بعد الصلاة عن روح امرأة متوفية من السكان المحليين.
وتعتقد الشرطة ان خوشيدل خان نائب رئيس المجلس الاقليمي والذي كان مشاركا في الجنازة قد يكون هدف التفجير. وقال ضابط الشرطة خان ان خوشديل خان الذي ينتمي الى حزب عوامي القومي العلماني شكل ميليشيا معادية لطالبان في المنطقة وهو مدرج على لائحة ناشطي طالبان باكستان.
واضاف خان "انه لم يصب بجروح وهو سالم". وروى شهود عيان ان موقع التفجير كان مغطى ببرك الدماء والاشلاء البشرية. وقال صدام حسين البالغ من العمر 21 عاما "كنا قد رفعنا الجثمان وتوجهنا الى المدفن بعد الصلاة عندما سمعنا دوي انفجار هائل".
واضاف انه رأى "اشلاء بشرية منتشرة في المكان وبقع الدماء. وكان الناس يصرخون ويطلبون النجدة". وقال ان "الناس الذين جاءوا الى الدفن نقلوا الجرحى في سياراتهم واسرعوا الى المستشفى". وفي المستشفى كان زاهر شاه ينتحب الى جانب جثة شقيقه الاكبر ريس خان. وقال هذا الباكستاني البالغ 40 سنة من العمر "لماذا قتلوا شقيقي؟ كان في غاية الجمال".
واضاف ان "هذا الصباح تناولنا معا الفطور والدتي لن تبقى على قيد الحياة ان رات الجثة". وتقع بيشاور التي تعد 2,5 مليون نسمة عند اطراف المناطق القبلية في شمال غرب باكستان التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في العالم والقاعدة الخلفية للطالبان الافغان.
وتشكل هذه المناطق مسرحا للمعارك بين المتمردين الاسلاميين والجيش الباكستاني كما كانت منذ 2004 هدفا لصواريخ عديدة اطلقتها طائرات اميركية بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). وكانت حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة اعلنت في 2007 الجهاد ضد الحكومة بسبب تحالفها مع الولاياتالمتحدة في "حربها على الارهاب".
وقتل الناشطون الاسلاميون اكثر من 4900 شخص في باكستان منذ هجوم القوات الحكومية على مسجد كان يحتله متطرفون في اسلام اباد في يوليو 2007. والتفجير اليوم الاحد اثناء جنازة هو الاول منذ 15 سبتمبر الماضي عندما استهدف تفجير انتحاري ميليشيا معادية لطالبان وقتل 46 شخصا اثناء جنازة في شمال غرب منطقة دير السفلى.
وقد وقع حوالى 120 هجوما بالقنبلة في باكستان خلال العام 2011، مقابل 96 في 2010، لكن اقل بكثير من العام 2009 حيث وقع 203 تفجيرات في سائر ارجاء البلاد وفقا لتعداد اعدته وكالة فرانس برس.