قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، اليوم السبت: "إنه متشائم بشأن احتمالات صدور قرار بخصوص سوريا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد أن بحث مع وزراء الخارجية الآخرين بدول الاتحاد الأوروبي فرض مزيد من العقوبات على حكومة الرئيس بشار الأسد". ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين لمناقشة انتفاضات الربيع العربي في اجتماع على مستوى عال من المرجح أن يركز على الصراع في سوريا.
وأعدت الولاياتالمتحدة مشروع قرار يدين قمع سوريا للمحتجين، لكن المشروع يواجه اعتراضا محتملا من قبل روسيا والصين اللتين توفران حماية لسوريا إلى الآن ضد أي تحرك دولي.
وكان بعض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يأملون أن تكون انتخابات الرئاسة الروسية التي انتهت الأسبوع الماضي فرصة لتغيير موقف موسكو.
وقال جوبيه، في اجتماع لوزراء خارجية الإتحاد الأوروبي في كوبنهاجن: "كنا نأمل بمجرد انتهاء الانتخابات في روسيا أن يكون الحوار مع السلطات الروسية أكثر توافقية".
مشيراً إلى: "هذا الأمل لم يتأكد حتى هذه اللحظة، ولا تزال روسيا تعرقله من زوايا مختلفة ولا يوجد اتفاق على نص هذا القرار، ولا أعرف إذا كانت الأمور ستتطور من الآن وحتى يوم الاثنين".
وتسعى حكومات الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى وسائل فعالة للإطاحة بالأسد، وهم يعارضون التدخل العسكري ويرفضون اتخاذ أي خطوات بدون توافق دولي.
والشكل الرئيسي لضغوط الاتحاد الأوروبي على الأسد هي العقوبات، التي تشمل حظرا على واردات النفط الخام السوري وحظرا على مبيعات الأسلحة ووقف التعاملات المالية مع البنك المركزي باستثناء التعاملات المرتبطة بالتجارة المشروعة.
وقال دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي اليوم السبت: "إنه قد يتم التوصل إلى اتفاق في بروكسل في اجتماعهم الرسمي القادم في 23 مارس، على حزمة عقوبات جديدة على سوريا"، واجتمع وزراء خارجية الاتحاد في مشاورات عادية غير رسمية في كوبنهاجن.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت: "نعم، نناقش احتمال تشديد العقوبات على سوريا، فيما أشار دبلوماسيون: "أن الإجراءات الجديدة قد تشمل حظرا على الرحلات الجوية والنقل البحري".
وبحث الوزراء في كوبنهاجن كيفية تحسين صياغة سياسة خارجية مشتركة للاتحاد الأوروبي والاستعداد بشكل أفضل لأزمات على غرار الأزمة السورية، ووجه سؤال لجوبيه بشأن انتقادات بأن أوروبا لم تكن مؤثرة في جهودها لإقناع الأسد بالتنحي عن السلطة.
ورد جوبيه على السؤال قائلا: "الناس ينتقدون الأوروبيين لأنهم لم يكونوا مؤثرين، لكن هل كان الأمريكيون أكثر تأثيرا منا؟، هذه الفكرة التي تقول بأن أوروبا غير مؤثرة تماما وأنها لا تفعل شيئا إنما يرددها أناس لا يتمنون لها الخير".
وقالت كاثرين آشتون، مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عند تطرقها إلى الحاجة إلى التأييد الروسي والصيني لتحرك إزاء سوريا: "أن الاتحاد الأوروبي طلب من موسكو وبكين أن يأخذا بعين الاعتبار مسؤولياتهما في الأممالمتحدة".
وأضافت: "أن تأييد الدولتين مطلوب حتى يتسنى لمجلس الأمن الدولي تأييد قرار قد يحركنا خطوة للأمام فيما يتعلق بسوريا وأن يقر بما أدركناه منذ زمن طويل بأنه لا يمكن لأحد أن يظل زعيما ويرتكب القتل الجماعي ضد شعبه".
وأكدت آشتون أيضا: "دعوات الاتحاد الأوروبي لتعزيز الوحدة بين المعارضة السورية"، ويخشى دبلوماسيون غربيون أن تهدد التوترات بين جماعات الأقلية بإذكاء الصراع في الشرق الأوسط وأنها قد تهوي بسوريا إلى الفوضى إذا أطيح بالأسد".