ميريل ستريب التي حازت ثالث أوسكار في مسيرتها الفنية أمس الأحد، ممثلة تثير الاجماع على خياراتها المتقنة وأدائها الرائع في كل الادوار ولا تزال في عقدها السادس تواصل تصوير الفيلم تلو الأخر. وقد حازت ثالث جائزة أوسكار هذه المرة على تجسيدها الملفت لشخصية مارجريت ثاتشر في فيلم "آيرون ليدي" بعد ثلاثين عاما تقريبا على مكافأتها الاخيرة عن دورها في فيلم "صوفيز تشويس" العام 1982.
وقالت الممثلة البالغة 62 عاما "إنها لم تكن مطلعة على سياسات مارجريت ثاتشر قبل قبولها الدور، إلا ان الفيلم يعالج اكثر "ثأثير قراراتها السياسية على مواطنيها".
ومع ان الفيلم لا يعتبر الافضل في مسيرتها السينمائية الوافرة، الا انها تؤدي فيه دور المرأة الحديدية بدقة هائلة من سنوات السلطة الى هلوسات الخرف.
غالبا ما توصف بانها افضل ممثلة في العالم وهو لقب ترفضه هذه المرأة المتكتمة والمتواضعة رفضا قاطعا، وتفضل ميريل ستريب الا تبعدها الشهرة عن أرض الواقع.
وقد قالت في أحد الأيام "يجب النظر الى الامور بصراحة. لقد قمنا جميعا في سن الثالثة بعرض في قاعة الجلوس امام اناس اعتبروا ذلك امرا لطيفا. الفرق الوحيد هو ان البعض منا يستمر في هذا المجال ويتلقى اجرا للقيام بذلك". وسجلها السنيمائي الذي يتضمن اكثر من خمسين فيلما هو خير دليل على ذلك.
وخلال مسيرة تمتد على اكثر من ثلاثين عاما، رشحت ميريل ستريب للفوز ب17 جائزة اوسكار وهو عدد قياسي ومؤشر اضافي الى تميزها وحذاقة خياراتها.
حازت اول جائزة اوسكار كافضل ممثلة في دور ثانوي في فيلم "كرايمر فيرسيس كرايمر" (1979) بعد سنتين بالكاد على بداياتها في السينما مع فيلم "جوليا" (977) الى جانب جاين فوندا وفانيسا ريدجرايف.
وطبعت الأدوار الدرامية لفترة طويلة مسيرتها الفنية من "دير هاتنر" (1978) الى تجسيدها دور الكاتبة كارن بليكسن في "آوت اوف افريكا" (1985 ) مرورا ب "بريدجز اوف ماديسون كاونتي" (1995) لكلينت ايستوود ، الا انها برعت ايضا بادوار كوميدية او خفيفة اكثر.
وفي هذا الاطار لعبت دور صحافية وروائية في فيلم "ادابتيشن" (2002) ورئيسة تحرير شريرة لمجلة تعنى بالموضة في "ذي ديفيل ويرز برادا" (2006).
وكنت ميريل ستريب فكرت في شبابها ان تصبح مغنية، الا انها توجهت نحو المسرح في جامعة يال العريقة. وقد اظهرت موهبتها الغنائية في فيلم "ذي لاست شو" لروبرت التمان (2006) والفيلم الكوميدي الاستعراضي "ماما ميا" (2008 )، الذي حصد اكثر من 600 مليون دولار من العائدات في العالم.
وولدت ماري لويز ستريب وهذا اسمها الأصلي في نيوجيرسي عام 1949 وهي ام لاربعة اولاد ومتزوجة منذ اكثر من 30 عاما من النحات دون جامر.
وخلافا لزميلاتها اللواتي يواجهن صعوبات في تجاوز عتبة الاربعين النفسية في اوساط هوليوودية مهووسة بالشباب الدائم، لا تتوقف ميريل ستريب الستينية المشرقة عن تصوير الفيلم تلو الاخر فيما برنامج عملها مثقل للسنوات المقبلة.
وقد يكون آلن باكولا مخرج فيلم "صوفيز تشويس" يعرف سر هذه الشعبية هو الذي كان يحلو له ان يردد "لو كان هناك جنة للمخرجين فهي تتمثل بامكانية تصوير الافلام مع ميريل ستريب طوال العمر".