خرج آلاف الأفغان أمس الثلاثاء، في تظاهرة غاضبة أمام أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان (60 كلم شمال كابول) بعد اتهام القوات الأجنبية بإحراق مصاحف داخل القاعدة، في وقت قدم وزير الدفاع الأمريكي اعتذاره عن الحادثة.
وأحرق المتظاهرون إحدى البوابات مرددين الموت للأمريكيين والموت للكفار، فرد عليهم الحراس بالرصاص المطاطي.
وقدم وزير الدفاع الأمريكي- ليون بانيتا، أمس الثلاثاء، اعتذاره إلى الشعب الأفغاني بعد معلومات أشارت إلى أن جنودًا أمريكيين أحرقوا مصاحف في قاعدة باغرام، وأكد إدانته الشديدة لهذه الأفعال.
وكتب وزير الدفاع في بيان "هذا الصباح أبلغني القائد الأعلى لقوة الحلف الأطلسي (إيساف) الجنرال الأمريكي- جون آلن، بالحادث المؤسف جدًا الذي وقع في قاعدة باغرام، وشهد تعاملاً غير ملائم مع رموز دينية بينها نسخ من القرآن". وأضاف أن "الجنرال آلن وأنا شخصيًا نقدم اعتذاراتنا إلى الشعب الأفغاني، ونرفض تصرفات كهذه بأكبر قدر من الحزم".
لكن الوزير الأمريكي على غرار الجنرال آلن، لم يؤكد ما إذا كان تم إحراق مصاحف فعلاً كما أعلنت الشرطة الأفغانية.
وتابع بانيتا إن "مثل هذه الأفعال لا تمثل بشيء وجهات نظر الجيش الأميريكي. إننا نجل ونحترم كافة الممارسات الدينية للشعب الأفغاني بدون أي استثناء"، مؤكدًا دعمه لقرار الجنرال آلن بفتح تحقيق مشترك مع الحكومة الأفغانية حول هذه الأحداث.
وقال "سأطلع بانتباه على نتائج هذا التحقيق للتأكد من أنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة لكي لا يتكرر ذلك أبدًا". ويبدو أن هؤلاء الموظفين نشروا الخبر بعد ذلك، على ما أفاد مصدر حكومي، ما أدى إلى تجمع 2000 شخص على الأقل أمام القاعدة، كما أفاد ضابط في الشرطة.
وأفاد شهود عيان، أن سبعة متظاهرين على الأقل أصيبوا بالرصاص المطاطي، أغلبهم ينزف دمًا. بينما أكد صديق صديقي- الناطق باسم وزارة الداخلية، أنه أصيب شخص واحد خلال التظاهرة التي انتهت قبل المغرب.
كذلك تجمع نحو 500 شخص في كابول قرب كبرى قواعد الحلف الأطلسي في العاصمة على طريق جلال آباد، لكنهم تفرقوا قبل الظهر، على ما أفاد الناطق باسم الشرطة- اسهمات استاناكزاي لفرانس برس.
وأفاد الجنرال آلن، في بيان "إننا نجري تحقيقًا معمقًا في ذلك الحادث، ونتخذ الإجراءات اللازمة لعدم تكراره، أؤكد لكم أن هذا العمل لم يكن مقصودًا". وأضاف البيان الرامي على ما يبدو إلى وقف التداعيات المحتملة لما جرى ليلاً "أريد أن أشكر الأفغان الذين ساعدونا على كشف هذا الخطأ وعلى تصحيحه فورًا".
كذلك أعربت إيران عن إدانتها لإحراق المصاحف، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية- رامين مهمنبرست، بحسب التلفزيون الحكومي "إن إيران تدين عمل جنود الحلف الأطلسي في قاعدة باغرام في أفغانستان في ما يمثل إهانة للقرآن الكريم، والحل الوحيد لإعادة الهدوء والاستقرار هي الانسحاب السريع للقوات الأجنبية من هذا البلد".
وكثيرًا ما تحصل انتهاكات للتقاليد والعادات الإسلامية في أفغانستان أو تصرفات غير لائقة من قوات الحلف الأطلسي، مثيرة أحيانًا تظاهرات عنيفة.
ففي مطلع العام الحالي، بث شريط فيديو على الانترنت ظهر فيه أربعة جنود من مشاة البحرية (المارينز) الأمريكية يبولون على جثث عناصر من طالبان، ما أثار جدلاً واستنكارًا كبيرين، لكن ذلك لم يؤد إلى تظاهرات في كابول أو غيرها من مناطق أفغانستان.
وبعد أيام قليلة قام جندي أفغاني بقتل أربعة جنود فرنسيين كانوا يدربونه وجرح 15 آخرين، مبررًا ذلك بهذا الشريط الذي شاهده.
كذلك أثار شريط فيديو آخر ظهر فيه جنود بريطانيون يطلبون من أطفال أفغان لمسهم بشكل غير لائق، استنكار الحكومة الأفغانية لكنه لم يثر اضطرابات. وفي أبريل 2011 قتل 10 أشخاص وجرح العشرات خلال تظاهرات استمرت عدة أيام بعد أن أحرق القس الأمريكي- تيري جونز، مصحفًا في فلوريدا.