حقق اليورو ارتفاعا الثلاثاء في الأسواق المالية بعد إعلان التوصل إلى اتفاق مبدئي في أوروبا لإنقاذ اليونان من الإفلاس، وقفزت العملة الأوروبية الموحدة من 1.3185 دولار إلى 1.3287 دولار. وأقبل المستثمرون على اليورو بعد إعلان التوصل إلى اتفاق مبدئي ليل الاثنين الثلاثاء في بروكسل على خطة إنقاذ اليونان، وقال تسونيماسا تسوكادا إن "الإعلان أدى إلى شراء اليورو".
ويشتمل الاتفاق من جهة على مساعدة من القطاع العام محورها قروض تصل الى 130 مليار يورو، بعد برنامج اول من القروض لليونان اتخذ قرار في شأنه في مايو 2010 وبلغ نحو 110 مليارات يورو.ويتصل الجانب الاخر من الاتفاق بشطب لديون اليونان لدى دائنيها في القطاع الخاص من مصارف وصناديق استثمار.
وستوافق هذه الجهات على خسارة نهائية نسبتها 53.5%، ما يعني بذل جهد إضافي مقارنة بالهدف السابق الذي تجلى في نسبة 50%. وهذا يعني تقليص دين اليونان بمئة مليار يورو، وهو مبلغ قياسي في التاريخ الاقتصادي العالمي. وبفضل خطة الدعم هذه، ستتمكن اليونان من تسديد 14.5 مليار يورو في 20 مارس وتفادي خطر الافلاس.
والتزمت اثينا الجانب المتعلق بها عبر الرضوخ لشروط دائنيها في القطاع العام، وتبنت خطة تقشف جديدة بعد تظاهرات عنيفة في الشارع ومزيد من الاضطراب السياسي، تقضي بتوفير 3,3 مليارات يورو خلال هذا العام عبر خفض الحد الادنى للاجور وتقليص تعويضات التقاعد.والتزم زعيما حزبي الائتلاف الحكومي، اي الاشتراكيون والديموقراطية الجديدة، خطيا احترام هذه الوعود الاصلاحية على ان يشمل ذلك مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية المقررة في ابريل.
وأعرب لوكاس باباديموس، رئيس وزراء اليونان، عن "ارتياحه الكبير" للاتفاق التي تم التوصل إليه بشأن خطة إنقاذ غير مسبوقة ستسمح لليونان بتفادي الإفلاس، مؤكدا في المقابل على أن الإصلاحات المقررة ستتحقق بعد الانتخابات المقبلة.
في ختام اجتماع لوزراء مالية دول منطقة اليورو في بروكسل "إننا مرتاحون جدا" بشأن الاتفاق على شطب 107 مليارات دولار من الديون العامة المتوجبة للمصارف الخاصة الدائنة وللوعود بتقديم قروض عامة بقيمة 130 مليار يورو حتى نهاية 2014، وفي المقابل تعهدت اليونان باتخاذ تدابير تقشف مالي صارمة وبإصلاح اقتصادها.