أكد الداعية محمد ربيع خلال الندوة التي قدمها مساء أمس الأحد بساقية عبد المنعم الصاوي إنه لا بد للمصريين من العودة إلى القرآن والسنة للاستفادة منها وفهم كيف كان رسول الله يتعامل مع الأزمات المجتمعية كي يتمكن من بناء دولة قوية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وأضاف ربيع أن هناك العديد من الأمثلة التي مثلت أزمات للدولة آنذاك ولكن تمكن الرسول من الوصول برعيته إلى حلول الأزمات من خلال حسن التصرف والحكمة ولا بد كذلك على المصريين كحكام وشعب من الاحتكام إلى تلك الحكمة وحسن التصرف لكي يخرجوا بمصر من الوضع المؤسف الذي وصلت إليه .
وضرب مثلاً لذلك بقصة صلح الحديبية عندما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يريد المسير إلى مكة لأداء العمرة وأذّن في أصحابه بالرحيل لأدائها وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه مجموعة من المهاجرين والأنصار، فلما اقتربوا من مكة بلغهم أن قريشا جمعت الجموع لمقاتلتهم وصدهم عن البيت الحرام فأرسل رسول الله بعثمان بن عفان إلى قريش وقال له: أخبرهم أنّا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عماراً ولكن احتبسته قريش فتأخر في الرجوع إلى المسلمين، فخاف الرسول عليه، وخاصة بعد أن شاع أنه قد قتل، فدعا إلى البيعة، فتبادروا إليه وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا، وعرفت تلك البيعة ببيعة الرضوان.
ثم أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح ، فلما رآه النبي قال: قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، واتفقا على شروط الصلح، ودعا علي بن أبي طالب لكتابة الشروط " فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل: إننا لا نكتب الرحمن الرحيم فأمر الرسول علي ألا يكتبها ".
وأوضح ربيع الفكرة المستخلصة من القصة بأن هنا لا يمكن اتهام الرسول بالخيانة وأنه مسح اسم الله ولكنه تنازل كي يحقق ما هو في صالح شعبه، مشيراً إلى أن هذا ما يجب أن يفعله القادة بمصر " فنحن في وقت حرج ولابد من التخلي عن سياسة الشد والجذب " بل أحيانًا يجب التنازل من أجل حل الأزمة .