صدرت للكاتبة زينب عفيفي رواية عنوانها "شمس تشرق مرتين" عن مكتبة الدار العربية للكتاب في القاهرة، في 115 صفحة من القطع المتوسط . التحقق بالحب والثورة، هو الخط الدرامي الذي يربط أحداث الرواية، ويكسبها عمقها ومعناها الإنساني العام، فالبطلة؛ "شمس"؛ تلتقي حبيبها القديم "صلاح"، بعدما أوشكت ابنتها على الزواج، لتكتشف أنها استبدلت الحب بالراحة المادية . نحن هنا أمام مشكلة رباعية، أمام عاشقين قديمين، وزوج لا يعلم هو زوج "شمس"، وزوجة لا تعلم أيضا هي زوجة "صلاح"، وأمام تعقد الأمر، يأتي الحل عبر ثورة 25 يناير في "ميدان التحرير"، حيث ينسى الجميع همومه ويستغرق في هموم الوطن.
خط الدراما هنا يقول بوضوح إن اللحن الأساسي هو الفقد، والفقد قرين الوحدة وتأمل الذات والإغراق في همومها، والحل يكمن في الاندماج مع الأحداث الكبيرة، لكنها هي ذاتها لا تحدث كل يوم أو حتى كل عام.
"تأملت الموقف. تأملت حياتي - تقول شمس - تأملت مشاكلي التي تضاءلت وتقزمت أمام هذه المشاهد في الميدان.. ما هذه الوحدة التافهة التي أشكو منها، ويمكن في نصف ساعة أن تذوب في هذه الجموع المتلاحمة الصادقة إذا قررت أن أذهب إلى الميدان".
نحن أمام رواية لا يمكن الوقوف أمام سطح أحداثها، التي رغم بساطتها وانسيابها السردي تحفر وراء المشاعر الإنسانية المتجددة، والتبدلات البشرية، نجحت كاتبتها في التقاط لحظتها المناسبة لتكشف عن خبايا النفوس البشرية برقي وبساطة، اتسم الوصف فيها أحيانا بالشاعرية واللغة المقتصدة التي توحي ولا تصرح، مما منح مناخ السرد حيوية وروحا وثابة تربط القارئ بالزمن الروائي.