قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية اليوم الجمعة إن إسرائيل عرضت على الفلسطينيين أفكارها بشأن قضية الحدود والترتيبات الأمنية لاقامة دولة فلسطينية في المستقبل وذلك في محاولة للابقاء على محادثات استكشافية بين الجانبين. لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن العرض الشفهي للمفاوض الإسرائيلي اسحق مولخو في اجتماع يوم الأربعاء لم يكن مبشرا حيث قدم تصورا لأرض من الكانتونات محاطة بأسوار مع الحفاظ على معظم المستوطنات الاسرائيلية.
وقال مصدر في منظمة التحرير الفلسطينية "قتل حل الدولتين ونحى جانبا الاتفاقيات السابقة والقانون الدولي.. الفكرة الاسرائيلية للدولة الفلسطينية تقوم أساسا على جدار ومستوطنات".
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قضية الحدود مع الفلسطينيين. وقال مسؤول إسرائيلي إن العرض تماشى مع إطار للمحادثات وضعته الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
والهدف من الاطار هو ضمان الاتفاق بوضوح على قضيتي الحدود والامن الاساسيتين بحلول 26 يناير بهدف استئناف المفاوضات التي توقفت في نوفمبر من عام 2010 للتوصل إلى إطار عمل لاتفاق سلام بحلول نهاية هذا العام.
وبعد خمس جولات من المحادثات في الأردن كان من بينها جلسة يوم الأربعاء قال المصدر الفلسطيني إنه لم تتقرر أي اجتماعات أخرى. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يريد استشارة دول جامعة الدول العربية بشأن الخطوة المقبلة.
وذكر المصدر الفلسطيني أن فريق مولخو قال إن أي حل يقيم دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع إسرائيل يجب "أن يحافظ على النسيج الاجتماعي والاقتصادي لكل المجتمعات سواء اليهودية أو الفلسطينية".
وقال المسؤول الفلسطيني إن الفكرة التي قدمها مولخو "لا تشمل القدس ووادي الأردن وتشمل كل المستوطنات (اليهودية) تقريبا".
وأضاف أنه لم يتم عرض أي خرائط أثناء الاجتماع، ويريد الفلسطينيون إقامة دولة لهم تشمل الضفة الغربية ووادي الأردن والقدسالشرقيةوغزة.
وتسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة وترفض أي تسوية سلام دائم مع إسرائيل كما ترفض الاعتراف بإسرائيل. وغزة منفصلة عن الضفة الغربية من الناحيتين السياسية والجغرافية. وتتخذ السلطة الفلسطينية بقيادة عباس الضفة الغربية مقرا لها.
وقال مسؤول إسرائيلي إن مولخو قدم مبادئ استرشادية تحدد مواقف إسرائيل فيما يتعلق بقضية الأرض.
وأضاف أن موقف إسرائيل من تسوية قضية الأرض في الضفة الغربيةالمحتلة يتضمن مبدأ "أن يبقى معظم الاسرائيليين تحت السيادة الاسرائيلية ومن الواضح ان يبقى معظم الفلسطينيين تحت السيادة الفلسطينية".
وأشار إلى أن نتنياهو أقر في كلمة أمام الكونجرس الامريكي بأنه ليس كل المستوطنات اليهودية "ستكون في جانبنا من الحدود" بعد إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.
وأضاف "نعتقد أنه من المهم للغاية أن تستمر هذه المحادثات. إنها في مرحلة أولية فقط لكنها تحتوي على احتمالات ومن الواضح أنه سيكون من غير المنطقي الحديث عن انفراجات في أقل من شهر.
"لكن المحادثات تتقدم في جهات عدة بشكل أفضل من المتوقع وسيكون من المؤسف وضع نهاية مبكرة لهذه العملية"، وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات "لم يقدم الاسرائيليون شيئا جديدا في هذه الاجتماعات".
وتوقفت مفاوضات السلام في أواخر عام 2010 بسبب مطلب فلسطيني بتعليق البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة بما في ذلك القدسالشرقية.