أكدت مصر والسعودية أن التعاون الثقافى بين البلدين تمتد جذوره الى أعماق التاريخ، وأن المشترك الثقافى يعود الى أصل واحد مهما تعددت روافده، ويزداد نموا بمرور الزمن، وستعمل الدولتان على دعم وتعزيز هذا التعاون في كافة المجالات. جاء ذلك خلال الاحتفالية الكبرى التى أقامها الليلة الماضية المكتب الثقافي التعليمي المصري بالسعودية بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض وذلك بمناسبة "اليوبيل الفضى" مرور 25 عاما على اقامة المركز الثقافى المصرى بالسعودية، بحضور كل من: دكتور يوسف العثيمين وزير الشئون الاجتماعية السعوية وزير الثقافة والاعلام بالنيابة ودكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والاعلام السعودى والسفير المصرى محمود عوف واعضاء السلك الدبلوماسى المصرى وعدد من السفراء ورجال السلك الدبلوماسى والشخصيات الادبية والثقافية السعودية ونحو الف من ابناء الجالية المصرية وعائلاتهم.
وقال السفير المصرى في الرياض محمود عوف ان هذه الاحتفالية تذكرنا بعطاء كثير من رجال الفكر والثقافة السعوديين والمصريين الذين حملوا مشاعل النور على مدى 25 عاما حيث استقبلت السعودية العديد من رموز الفكر والثقافة المصريين كما استقبلت مصر العديد من رموز الفكر والثقافة السعوديين.
وأكد عوف أن الموروث الثقافى المصرى والسعودى توأمان ينهلان من معين واحد ويكمل كل منهما الاخر ولاغنى لاى منهما عن الاخر. وأوضح عوف أن هذه الاحتفالية ليست تعبيرا عن العلاقات الثقافية التى تمتد لالاف السنين ولكن بمناسبة مرور 25 عاما على اضافة رافد جديد الى روافد العمل المشترك وهو "الدبلوماسية الثقافية".
من جانبه أكد دكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الاعلام والثقافة السعودى حرص بلاده على تعزيز التعاون الثقافى مع مصر في كل المناسبات. وقال ان توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولى عهده تؤكد على توثيق هذا التعاون مع جميع الدول الاسلامية ولاسيما مصر.
وأوضح أن هذا التعاون العريق لايحتاج الى احتفالية، لانه ينمو ويزدهر عاما بعد عام على اسس راسخة عميقة، ولكننا نعتبر هذه الامسية كاسبوع ثقافى مصرى من اجل التعرف على الجديد في عالم الثقافة والادب والفن المصرى، مشيرا الى ان السعودية أقامت أسبوعا ثقافيا سعوديا في مصر قبل عامين.
واستعرض الدكتور صلاح طاهر المستشار الثقافى بالسفارة المصرية مسيرة العمل الدبلوماسى الثقافى والتطور الكبير الذى شهده العمل الثقافى والتعليمى والعلمى بالسفارة المصرية على مدى 25 عاما حيث شهد توسعا كبيرا من اجل تحقيق الاهداف المنوطة. وقال ان هذه الاحتفالية تهدف إلي إبراز المشترك الثقافي السعودي المصري، و تكريم الشخصيات التي أثرت العلاقات الثقافية بين السعودية ومصر، وتعميق الامتزاج بين الجالية المصرية بالسعودية والجاليات الأخرى والشعب السعودي.
وكشف دكتور صلاح ان عدد ابناء الجالية المصرية الذين كانوا يدرسون المنهج التعليمى المصرى بالملحقية قبل 25 عاما حوالى 30 طالبا ثم تضاعف هذا العدد عاما بعد عام حتى بلغ نحو 18 الف طالب وطالبة فى مختلف المراحل الدراسية بمختلف المدن السعودية، تتولى الملحقية الاشراف والمتابعة المباشرة معهم جميعا.
وتضمنت الاحتفالية تكريم بعض الشخصيات السعودية والتي كان لها دور بارز في إثراء المشترك الثقافي بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وهم: الدكتور عبد الله التركى الامين العام لرابطة العالم الاسلامى ودكتور عبد الله العثيمين امين عام جائزة الملك فيصل العالمية ودكتور صالح الوهيبى الامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامى ودكتور عبد الحميد ابو سليمان المفكر الاسلامى ومؤسس الجامعة الاسلامية بماليزيا ودكتور بدر الوهيبى من عشيرة العقيلات بالقصيم التى ساهمت في تعميق العلاقات لعدة قرون.
وشاركت وزارة الثقافة المصرية بمعرض للفن التشكيلي لبعض المبدعين المصريين منهم هاني الجويلي، د. عادل ثروت، ووائل عبد الصبور وتامر عاصم وعلي حسان وهيثم عبد الحفيظ ومحمد نصر وسامح إسماعيل وسعيد بدر. كما قدمت أيضا فرقة الوادي الجديد عرضا للفنون الشعبية والفلكور المصري.
وشاركت الجالية المصرية بالرياض بعرض فني للأطفال المصريين وأيضا في معرض الفنون التشكيلية بأعمال د. يحي السيد السعيد، د. أحمد رفعت سليمان. السداوي، الفنان راضي جوده. وسيقام أيضا معرض للتراث الفرعوني وجانب من الحارة والقرية المصرية وخان الخليلي ومعرض للأزياء التراثية للنوبة وبدو سيناء والصعيد والريف والمناطق الساحلية بمصر.
كما اقيم على هامش الحفل معرض للكتاب المصري يضم ما يزيد عن ستة آلاف موسوعة ومجلدا ومؤلفا لكبار العلماء والأدباء والمفكرين وشمل أيضا ركنا للقصص المصرية للأطفال. كما شاركت المجموعات المهنية المصرية للأطباء والمهندسين والتجاريين والصيادلة والمعلمين والتطوير مع صندوق رعاية المصريين بالرياض في عرض أهم الإنجازات العلمية والثقافية لرفع القدرات والمهارات لدي الجالية وللتواصل مع المجتمع السعودي. كما قدم المكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض جناحا لمسيرة الربع قرن السابق وتطور العمل به.
وشاركت عشيرة العقيلات العريقة بالقصيم المشاركة بلوحات وثائقية عن ثلاثة قرون من الترابط بين الشعبين الشقيقين والتي تدل علي أن الجذور والدم واللغة العربية والدين الإسلامي والتعليم والثقافة الواحدة وعلاقات التزاوج والمصاهرة والنسب والمعاملات المختلفة لهم أكبر دليل علي عمق المشترك الثقافي للدولتين.