لاصقة النيكوتين التى صممت خصيصا لمعاونة الراغبين فى التوقف عن التدخين يبدو أنها قد فشلت فى تلك المهمة لكنها سجلت نجاحا فى المعاونة على تأخير علامات الألزهايمر فى بداياته عند بعض مرضاه. النتائج سجلتها دراستان فى آن واحد. الدراسة الأولى نشرت فى دورية تهتم بالتدخين وكانت قد أجريت فى جامعة هارفارد Journal of tobacco control - Harvard.
الدراسة فى الأصل أجريت لرصد نتائج محاولات 787 رجلا وامرأة للتوقف عن التدخين بالانضمام لبرنامج خاص يمدهم بالإرشادات ووسائل خاصة معاونة للتوقف عن التدخين والحماية من أعراض انسحاب النيكوتين فى الجسم منها لاصقات النيكوتين واللبان المحتوى أيضا على النيكوتين. استمرت التجربة لخمس سنوات جاءت النتائج مخيبة للآمال إذ كان عدد الذين عادوا للتدخين بعد أن استعملوا لاصقة النيكوتين يوازى نفس العدد ممن عادوا للتدخين ولم يلجأوا إليها. لكن اللافت للنظر حقا أن من حاولوا باستخدام لاصقة النيكوتين تحسنت لديهم وظائف إدراكية بصورة ملموسة أهمها الذاكرة.
استندت الدراسة الثانية على ملاحظات الأولى فبدأ د. بول نيوهاوس من جامعة فاندربيلت Vanderbilt University فى علاج 74 حالة ممن يعانون بعضا من مشكلات الذاكرة دون إعاقة واضحة فى مجموعتين. المجموعة الأولى تتلقى جرعات محسوبة من النيكوتين فى صورة تلك اللاصقة أما المجموعة الثانية فتتلقى لاصقات فارغة فيما يسمى بالعلاج بالبلاسيبو.
بعد ستة أشهر استطاع مرضى المجموعة الأولى استعادة 46٪ من كفاءتهم الذهنية التى تتماشى وأعمارهم فى اختبارات الذاكرة. أما المجموعة الثانية فقد تراجعوا بنسبة 26٪ عن معدلات من هم فى نفس أعمارهم وفقا لنتائج الدراسة التى نشرت فى دورية الأعصاب Journal Neurology علق د. نيوهاوس على نتائج دراسته بقوله: «سبقتنا دراسات أخرى تؤكد أن النيكوتين ينبه المستقبلات فى المخ التى تلعب دورا مهما فى أنشطة التفكير والذاكرة وقد جاء عملنا ليؤكد هذا من جديد فلماذا لا نبدأ فى استخدام النيكوتين بصورة مفيدة وفعالة لعلاج بعض اضطرابات الذاكرة لدى المسنين بعد أن فشل فى معاونة المدخنين!».