أعلن سلاح مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" أمس الخميس، أنه تمكن من تحديد الوحدة العسكرية التابعة له التي ظهر أربعة من جنودها في شريط فيديو نشر على الانترنت وهم يتبولون على جثث ثلاثة أفغان، في سلوك أجمع مختلف الأطراف في أفغانستان على إدانته.
وقال المتحدث باسم سلاح النخبة في الجيش الأمريكي- جوزف بلينزلر، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقتها وكالة "فرانس برس": "نعتقد أننا حددنا الوحدة، لا يمكن الكشف عن اسمها في الوقت الراهن لأن الحادث لا يزال قيد التحقيق".
وكان عدد من المواقع الالكترونية و"يوتيوب" قد نشر تسجيل فيديو يظهر أربعة رجال يرتدون زي مشاة البحرية الأمريكية، وهم يتبولون على جثث ملقاة على الأرض أمامهم. ويظهر الفيديو الذي أثار جدلاً وغضباً واسعين، أحد الرجال يقول: "هذا يوم عظيم يا صديقي"، بينما يسأل صوت آخر: "هل صورت هذا بالفيديو؟".. ويستجيب رجال بالقول: "نعم"، بينما يسخر آخر بالقول: "شيء ذهبي، مثل الاستحمام".
ولم يكن واضحاً في التسجيل الذي تبلغ مدته 39 ثانية من هم الأشخاص ومن التقط المشاهد، ولمن تعود الجثث ومكانها، غير أن تكهنات تدور حول أن الجثث تعود لمسلحين من حركة طالبان في أفغانستان.
وقال مسؤول رفيع في سلاح مشاة البحرية شاهد الفيديو، إن الرجال فيه يحملون بنادق قناصة من عيار 30 ويرتدون خوذات وزعت لأعضاء فرق القناصة بفيلق مشاة البحرية. وأضاف المسؤول: "من المتوقع الكشف قريباً عن اسم ضابط التحقيق الذي سيتولى هذه القضية، إذ أن تدنيس جثث الموتى من قبل القوات الأمريكية يعد جريمة حرب محتملة".
وقال المتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية، الكولونيل غاري كولب، من كابول في أفغانستان: "نحن على علم بتسجيل الفيديو الذي يظهر أعضاء قواتنا المسلحة.. لن نتكهن بشأن التفاصيل، ولكن سوف نتخذ كل الإجراءات اللازمة لتحديد الوقائع".
من جهتها، قالت كيندرا هارديستي- ضابطة الإعلام في البحرية الأمريكية: "رغم أننا لم نتحقق حتى الآن من منشأ أو مدى واقعية هذا الفيديو، إلا أن ما ورد فيه لا يتفق مع قيمنا الأساسية، وليست دليلاً على طابع فيلق مشاة البحرية".
من جهته أعلن مسؤول عسكري كبير لوكالة فرانس برس -طالبا عدم كشف اسمه- أن البنتاجون حدد على ما يبدو أسماء الجنود الأربعة الذين ظهروا في الفيديو، وكان المتحدث باسم البنتاجون الكابتن البحري- جون كيربي، أعلن في وقت سابق أمس الخميس، أنه لم يتم التحقق بعد من صحة الفيديو، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "لا شيء يدعو إلى التفكير بأنه ليس صحيحًا".
وبحسب تعليقات نشرت مع الفيديو فإن الجنود الذين ظهروا فيه ينتمون إلى وحدة المارينز في قاعدة كامب لوجون (كارولاينا الشمالية، شرق الولاياتالمتحدة)، في حين أوضح مسؤول عسكري أمريكي أن هؤلاء الجنود قد يكونون من عناصر فرقة قناصة النخبة.
وشريط الفيديو هذا الذي بث على شبكة الانترنت وتم تصويره على الأرجح خلال عملية في أفغانستان، بدا فيه أربعة عسكريين أمريكيين يبولون على ثلاث جثث تغطيها الدماء، وهم على علم بأن شخصًا آخر يقوم بتصويرهم.
ودان الرئيس الأفغاني- حميد كرزاي، بشدة شريط الفيديو، وقال في بيان أصدره مكتبه إن "حكومة أفغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودًا أمريكيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة أفغان"، مطالبًا "الحكومة الأمريكية بإجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال أقسى العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة". وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن "استيائها"، مشددة على "وجوب محاسبة أي طرف شارك (في هذا الحادث) أو كان على علم به".
بدوره اعتبر وزير الدفاع الأمريكي- ليون بانيتا، أن سلوك العسكريين الأربعة الذين ظهروا في الشريط "يثير أسفا كبيرًا". وقال في بيان "شاهدت الصور وأرى أن سلوك هؤلاء الرجال يثير أسفا كبيرًا، مؤكدًا أنه طلب من قوة المارينز وقائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي- جون آلن، إجراء تحقيق "فوري ومعمق" حول القضية.
كما نددت قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان ب"عمل شائن" ارتكبته "مجموعة صغيرة من الأفراد الأمريكيين يبدو أنهم ما عادوا يؤدون الخدمة في أفغانستان ولا يشرفون التضحيات والقيم المركزية لكل عضو يمثل الدول الخمسين" المشاركة في التحالف. من جهتهم، ندد متمردو طالبان بما اعتبروه "عملاً همجيًا" و"وحشيًا".
وأعلن سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) أول أمس الأربعاء، أنه فتح تحقيقًا حول شريط الفيديو الذي يذكر بفضيحة سجن أبو غريب العام 2004 عندما بثت صور معتقلين عراقيين يتعرضون إلى الإذلال والإهانة من جانب عسكريين أمريكيين وشاهدها العالم أجمع.