تبادلت حركتا فتح وحماس مجددا اليوم الاثنين الاتهامات بعرقلة تطبيق المصالحة الفلسطينية، فقد أعلن عضو اللجنة المركزية ل "فتح" محمود العالول أن حركته تعكف حاليا على إعادة تقييم كل ممارسات حماس ومواقفها تجاه اتفاق المصالحة، فيما اتهمت حماس بعض الأطراف في "فتح" بوجود نية لديهم للتنصل من الاتفاق. وقال العالول "إن حركة فتح تدقق في أبعاد منع وفد مركزيتها من دخول القطاع، وستعيد تقييم ما إذا كان هناك تيار في حماس يرفض المصالحة أم هو اتجاه عام" ، ورأى أن هناك تناقضات في تصريحات وبيانات حماس ، حول سبب منع وفد حركته من دخول القطاع.
وأشار إلى أن هذه التصريحات تدل على إرباك ومحاولة للبحث عن مبررات لهذه التصرفات المرفوضة وطنيا ، والتي لا تؤشر بالمطلق إلى الرغبة في إنجاز المصالحة الوطنية. وأضاف عضو اللجنة المركزية ل "فتح" أن هناك فئة من حماس ، وتحديدا في قطاع غزة، معنية بضرب المصالحة وتخريبها لأنه إذا ما تم تنفيذ المصالحة على الأرض ، فإن مصالحها الشخصية سوف تنهار ، حسبما ذكر.
ومن جانبه، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نبيل شعث اليوم الاثنين، أن عددا من قيادات حماس أكدت له خلال اجتماعها معه مؤخرا أثناء زيارته للقطاع، أنه مازال هناك ما وصفه ب "جيوب" داخل حماس في قطاع غزة لا تريد للوحدة الوطنية أن تتحقق.
وبدوره، قال الدكتور سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس أن حركته تشعر بأن هناك رغبة من بعض الأطراف داخل فتح لاستخدام قصة زيارة وفد حركتها للقطاع للتنصل من اتفاق المصالحة، وعدم تنفيذ الالتزامات الواردة فيه، ولذلك نحن ندعو حركة فتح إلى الالتزام الكامل بكل ما ورد في اتفاق المصالحة والتوقف عن لغة التوتير الإعلامي، الذي يخلق صدمة لشعبنا .
ودعا الناطق باسم حماس مصر ، الراعي لاتفاق المصالحة ، إلى التدخل لوقف هذا التصعيد وإلزام جميع الأطراف بالاستحقاقات الواردة في اتفاق المصالحة .. مؤكدا التزام حركته الكامل باتفاق المصالحة والاستحقاقات الواردة فيه ، وجاهزيتها للاستماع إلى كل الملاحظات على طاولة الحوار وليس على وسائل الإعلام. وكشف القيادي في حماس الدكتور صلاح البردويل - في تصرح خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة - عن وجود محاولات مصرية لإنهاء هذه الأزمة وأنه جرت اتصالات بكلا الطرفين.
في الوقت نفسه ، اتهمت حماس اليوم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة بمواصلة اعتقالات أنصارها ، وقالت "إنها شنت حملة استدعاءات واسعة في صفوف أنصار حماس في محافظة الخليل جنوب الضفة طالت العشرات من طلاب الجامعات والأسرى المحررين. وزادت حدة التوتر بين حماس وفتح على خلفية ما أعلنته حركة فتح عن منع وفد مركزيتها من الدخول لقطاع غزة الجمعة الماضي وهو ما نفته حماس لاحقا واتهمت القيادي صخر بسيسو بسب الذات الإلهية وأعلنت عن تقديمه للمحاكمة.