«حدد الإمام البنا فى رسالة المؤتمر السادس غايتين لجماعته المباركة، فقال يعمل الإخوان المسلمون لغايتين، غاية قريبة يبدو هدفها وتظهر ثمرتها من أول يوم ينضم فيه الفرد إلى الجماعة، تبدأ بتطهير النفس وتقويم السلوك وإعداد الروح والعقل والجسم لجهاد طويل، «كانت تلك مقتطفات من الرسالة الأسبوعية لمرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع التى نقل فيها كلمات من رسالة المؤتمر السادس لمؤسس الجماعة حسن البنا». بديع نقل أيضا من نفس الرسالة عن البنا «أما الغاية البعيدة: فلابد فيها من توظيف الأحداث وانتظار الزمن وحسن الإعداد وسبق التكوين، تشمل الإصلاح الشامل الكامل لكل شئون الحياة، وتتعاون عليه قوى الأمة جميعها، وتتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل لتحيا من جديد الدولة المسلمة وشريعة القرآن.. ولقد حدد الإمام البنا لتلك الغاية العظمى أهدافا مرحلية ووسائل تفصيلية.. تبدأ بإصلاح الفرد ثم بناء الأسرة ثم إقامة المجتمع ثم الحكومة فالخلافة الراشدة فأستاذية العالم، أستاذية الهداية والرشاد والحق والعدل».
بديع أغفل أهم ما ذكره البنا فى نفس الرسالة، حيث قال: «أما أننا سياسيون حزبيون نناصر حزبا ونناهض آخر فلسنا كذلك ولن نكونه، ولا يستطيع أحد أن يأتى على هذا بدليل أو شبه دليل»، وكان ذلك موقفا واضحا للبنا رفض فيه فكرة إنشاء الأحزاب، أو مناصرة حزب دون الآخر، وهو ما خالفته الجماعة بتأسيس حزب «الحرية والعدالة»، تحت شعار «حزب أسسه الإخوان المسلمون لكل المصريين»، وهو ما اعتبره مراقبون خروجا للجماعة عن المنهج الذى أسس البنا الجماعة عليه.
المتحدث الإعلامى باسم الجماعة محمود غزلان فسر هذا التناقض، وقال: «إن موقف البنا من الأحزاب حدث اختلاف عليه بعد ذلك، فالبعض كان يرى انه متعلق بالأحزاب التى كانت فى عهده بسبب الفساد الذى كانت عليه، والبعض الآخر قال إن رفض التحزب كان مبدأ لدى البنا»، مضيفا: «الثابت أنه بالفعل كان مبدأ لدى مؤسس الجماعة برفضه لفكرة التحزب بشكل عام».
وتابع غزلان: «مكتب الإرشاد راجع ذلك الرأى وأصدر وثيقة فى الثمانينيات تؤيد الأحزاب والتعددية الحزبية»، مؤكدا «أن الجماعة لا تقدس الأشخاص وإن كان هناك احترام لهم»، وتابع أن هذا لا يمنعنا من أن نجتهد ونغير مواقفنا، طالما أنه لم ينزل فيه نص قرآنى.