امتد التراجع الذى لحق بقطاع السياحة نتيجة اضطراب الأوضاع السياسية فى مصر، إلى بيزنس الحفلات والذى يزدهر فى نهاية العام بمناسبة رأس السنة، ليتراجع عدد الحفلات المقامة فى مصر إلى 3 حفلات، مقارنة ب 12 حفلة أقيمت فى العام الماضى، كما يقول حسن عاكف، متعهد حفلات. «ساهمت حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها مصر حاليا فى عزوف السياح عن مصر»، وفقا لعاكف، مشيرا إلى أن متعهدى الحفلات قرروا عدم إقامة الحفلات الغنائية خلال رأس السنة الحالى، وذلك بسبب تراجع حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال الفترة الحالية.
وكان عدد السائحين الأجانب إلى مصر قد تراجع خلال الربع الثالث من العام الحالى، بنحو 24% ليصل إلى 2.8 مليون سائح مقابل 3.6 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام الماضى، كما أظهر تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، مرجعا هذا الانخفاض إلى التأثر بالتطورات وإحداث العنف التى تشهدها مصر «رغبة من الفنانين فى جذب أكبر عدد من الحضور فى حفلاتهم، لتحقيق أكبر عائدى مادى لهم، فقد قرروا إقامة حفلاتهم فى دول أكثر هدوءا فى الوقت الحالى»، بحسب عاكف، مشيرا إلى أن الفنانين قرروا إقامة حفلات رأس السنة فى العديد من الدول العربية والتى لم تشهد اضطرابات خلال الفترة الحالية، والتى تعد من المناطق الأكثر جذبا للسياحة خلال الفترة الحالية.
فقد قرر العديد من المطربين استقبال العام الجديد بحفلات فى دبى وبيروت هربا من حالة الانفلات الأمنى، حيث قررت المطربة اللبنانية إليسا أن تستقبل 2012 بحفل فى بيروت، وكذلك الحال بالنسبة للمطربة نانسى عجرم والتى فضلت العاصمة القطرية الدوحة، كما فضل عمرو دياب، ان يحيى حفله بفندق ريتز كارلتون فى دبى.
«إقامة الفنانين العرب حفلاتهم بعيدا عن مصر ساهم فى انخفاض حركة السياحة خلال الفترة الحالية، بالإضافة إلى إلغاء العديد من حجوزات السياح بعد الإعلان عن توجه الفنانين إلى دول أخرى غير مصر»، تبعا لمحمد سعيد احد متعهدى الحفلات، مشيرا إلى أن العديد من السياح فضلوا التوجه إلى الدول التى يتواجد بها الحفلات.
وكان إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية قد أشار إلى أن جميع الوكلاء الأجانب قد ألغوا تعاقدهم وحجوزاتهم مع الفنادق المصرية للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، خوفا من الاضطرابات السياسية الحالية. «ساهم نقل الحفلات فى دول أخرى فى فقد مصر الإيرادات الناتجة عن إقامتها»، مشيرا إلى فقد الضرائب المدفوعة عن تذاكر هذه الحفلات، بالإضافة إلى مصروفات السياح للإقامة فى مصر.
وتبعا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فإن السائحين القادمين من أوروبا الغربية كانوا أكثر تأثرا بالأحداث الأخيرة فى مصر، حيث انخفض عدد السائحين القادمين منها خلال الربع الثالث من العام الحالى، بنسبة 33.1%، مقارنة بنفس الربع من عام 2010، تلاها الشرق الأوسط بنسبة 21.6%.
« من المتوقع أن يساهم انخفاض السياحة لمصر، فى فشل الحفلات الثلاث المقامة خلال رأس السنة»، بحسب عاكف، مشيرا إلى أن هذه الحفلات قد تواجه عزوفا من المحتفلين برأس السنة، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية بمصر.
وكانت أسعار تذاكر الحفلات الغنائية المقامة خلال رأس السنة تتراوح مابين 500 جنيه و3000 جنيه للتذكرة.