قدمت الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى الشكر باسم مصر لصندوق النقد العربى ورئيسه الدكتور جاسم المناعى على ما يقدمه من دعم لمصر خاصة فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها البلاد. جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك مع الدكتور جاسم المناعى مدير الصندوق ورئيس مجلس إدارته عقب توقيعهما على الجزء الثانى من القرض بقيمة 270 مليون دولار بحضور الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء. وقالت أبو النجا "إن القرض الذى قدمه الصندوق لمصر بقيمة 470 مليون دولار وتم اليوم توقيع الجزء الثانى منه بقيمة 270 مليون يعد أكبر وأسرع قرض يقدمه الصندوق لأية دولة"، وأعربت عن أملها فى أن يتم خلال الفترة القليلة المقبلة تفعيل حزم الدعم العربية للاقتصاد المصرى. وأضافت "أن القرض سيتم استغلاله فى الإصلاح الهيكلى الاقتصادى والمالى والنقدى"، مشيرة إلى أن مدة القرض أربع سنوات بفترة سماح لمدة عامين وبفائدة 1.7%.
وأوضحت أن رئيس الصندوق سيبحث خلال زيارته لمصر تمويل الصندوق للتجارة الخارجية المصرية والتى يوليها الصندوق أهمية كبرى حيث قدم دعما لها يقدر بحوالى مليار ونصف المليار دولار الهدف الرئيسى منها هو دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفتح فرص عمل جديدة للشباب.
وأكدت أبو النجا أن مصر على قناعة كاملة أنها حينما تحتاج لدعم الصندوق ستجده يقف إلى جانبها خاصة وأنه عقب توقيع الجزء الأول من القرض بقيمة 204 ملايين دولار بثلاثة أيام تم إيداع المبلغ فى البنك المركزى المصرى، الأمر الذى يؤكد جدية الصندوق ونيته الخالصة فى دعم مصر.
وعن التحرك العربى لدعم مصر والتباطؤ فى تقديم هذا الدعم، قالت الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى "إن صندوق النقد العربى هو أحد أهم صناديق الدعم العربى والذى يقدم قروضا لمصر دون مشروطيات عكس صندوق النقد الدولى"، مشيرة إلى أن حزم التمويل العربية وصل منها مليار دولار ونأمل أن يتم الانتهاء من التفاوض بشأن بقية الحزم الأخرى فى أسرع وقت.
وعن المساعدات الإماراتية، قالت أبو النجا "إنها تبلغ ثلاثة مليارات دولار لم يتم إتاحتها لمصر حتى الآن وأنه من ضمنها 750 مليون دولار طلب الجانب الإماراتى منذ عدة أيام توفير دراسات جدوى لمشروعات محددة حتى يتم تمويلها فى إطار هذا القرض". وأضافت "أنه كان أملنا أن يكون الدعم المالى العربى أسرع من ذلك لأن ما تحتاجه مصر الآن هو إنعاش الموازنة العامة والتعامل مع العجز فى الموازنة وميزان المدفوعات بعد تأثر الموارد".
وعن الاستفادة من قرار القمة الاقتصادية العربية فى توفير دعم بقيمة مليار دولار لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قالت "إنه تم إنشاء صندوق لهذا الغرض وأن الصندوق الآن فى المراحل النهائية لإطلاق نشاطه ، كما أن مصر قد تستفيد فى وقت قريب بما يوازى 20 مليون دولار لدعم المشروعات الصغيرة".
وردا على سؤال عما إذا كان القرض الجديد سيؤدى إلى وقف السحب من الاحتياطى النقدى المصرى، قالت أبو النجا "إننا نأمل أن نستطيع التوقف عن السحب من الاحتياطى سواء بالجهد الوطنى أو بضخ تمويل خارجى يساعد فى سد الفجوة".
من جانبه، قال الدكتور جاسم المناعى مدير صندوق النقد العربى "إن العلاقة بين مصر والصندوق جيدة جدا وأن الصندوق لم يتأخر عن دعم مصر فى كل الظروف"، وأشار إلى أن مصر من أنشط البلدان فى مجال تنشيط التجارة العربية، مؤكدا أن الصندوق يدعم تمويل التجارة المصرية مع أى من دول العالم ولا يحدد دولا بعينها بعكس مؤسسات تمويل الصادرات العالمية.
وتوقع المناعى أن تقوم صناديق التمويل العربية الكثيرة والكبيرة بالإقدام على نفس الخطوة التى اتبعها صندوق النقد العربى تجاه مصر .. وفيما يتعلق بدعم الدول العربية لمصر فى هذه المرحلة، قال المناعى "إن الموقف العربى أفضل كثيرا من الموقف الدولى الذى يقدم الوعود فقط".
وأضاف "أن الدول العربية بادرت ولكن الإشكالية أن المساعدات العربية مربوطة بمشروعات ائتمانية فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى دعم مالى مباشر وأنه يمكن إعادة التشاور لإعادة توجيه هذه المساعدات العربية خاصة وأن هناك توجيهات من السلطات العليا فى الدول العربية بالعمل على مساعدة مصر وتقديم كل الدعم لها".
