تجاوزت حصيلة ضحايا نظام الرئيس السورى بشار الأسد الخمسة آلاف شهيد، بينهم أطفال ونساء، منذ منتصف مارس الماضى، فى وقت سقط فيه ضحايا جدد برصاص قوات الجيش والأمن والشبيحة (البلطجية) التابعة للنظام، الذى يحاول دون جدوى قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه. وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافى بيلاى أمس الأول إن عدد ضحايا القمع الدموى للمحتجين تجاوز الخمسة آلاف شهيد، داعية إلى إحالة هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية؛ متهمة نظام الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفيما أعربت بلارى عن اعتقادها بأن «أعمال القتل والتعذيب الممنهجة وواسعة الانتشار ترقى الى مستوى الجرائم ضد الإنسانية»، شدد السفير الفرنسى لدى الأممالمتحدة على أن «فرنسا وأعضاء آخرين فى مجلس الأمن يعتبرون أن صمت المجلس يشكل فضيحة».
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض (الفيتو)؛ ما حاول دون صدور قرار إدانة. وتردد السلطات أن قواتها لا تقتل المحتجين، بل «تطارد عصابات إرهابية مسلحة» تطلق الرصاص على المحتجين وعلى قوات الجيش والأمن، وهى الرواية التى ينفى النشطاء صحتها.
وفى طيبة بحماة (وسط)، استشهد شخصان أمس «إثر إطلاق عشوائى للرصاص»، بحسب ل»لجان التنسيق المحلية»، التى أفادت أيضا بوقع انفجارين وإطلاق كثيف للرصاص فى بلدة خربة غزالة بدرعا (جنوب).
كما دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر من «الجيش السورى الحر»، الذى يضم منشقين عن جيش النظام، وبين قوات الأمن والشبيحة عند دوار الساعة فى بلدة معرة مصرين بإدلب (شمال غرب). وقد سقط 11 شهيدا برصاص قوات الأمن والشبيحة فى إدلب، بحسب «المرصد السورى لحقوق الإنسان»، ومقره لندن.
ولم ينل هذا القمع الدموى المتواصل من عزيمة المحتجين، إذ هتفوا مطالبين بإسقاط الأسد، بل وإعدامه، فى مظاهرات ليلية أمس الأول طافت العديد من المدن والأحياء، منها: حى القابون بدمشق، والهامة بريف دمشق، ووادى العرب بحمص، والقصور بحماة، وسرمين ودركوش بإدلب، واللاذقية، بحسب «لجان التنسيق المحلية».
بموازاة ذلك، يواصل المطالبون بإنهاء نحو 41 عاما من حكم أسرة الأسد التزامهم ب«إضراب الكرامة»، الذى بدأ الأحد الماضى، ويركز فى مرحلته الأولى على الانقطاع الجزئى عن المدارس، والتغيب الجزئى عن العمل بالقطاع الحكومي، والتقليل من استخدام الهواتف المحمولة، وإغلاق الأسواق والمتاجر إلا فى ساعات محددة.
ويأمل النشطاء أن تتواصل الإضرابات لتشمل الجامعات وقطاع المواصلات، وصلا إلى الانقطاع الكامل عن الدوام فى المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، وقطع الطرق الدولية للدخول فى مرحلة العصيان المدنى مع نهاية الشهر الجارى، بهدف خنق نظام الأسد وإسقاطه.