اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تقرير على نسختها الالكترونية اليوم الأربعاء أن هذا العام هو عام حافل للعالم العربى لكن الربيع والصيف مهدا الطريق إلى شتاء دموى غير حاسم ومازال مصير انتفاضات المنطقة غير حتمى وأصبحت الاحداث الاستثنائية غير المتوقعة التى تؤثر على الملايين امرا عاديا. وقالت الصحيفة إن مصر، اكبر واهم الدول العربية، هي فقط في بداية طريق طويل إلى التغيير موضحة ان قادة الجيش اقنعوا الرئيس السابق حسنى مبارك بالتنحى بسلام فى وجه الاحتجاجات السلمية بعد 30 عاما فى السلطة وان الانتخابات التشريعية بدأت مرحلتها الثانية اليوم في تسع محافظات وان الطريق الى الديمقراطية لن يكون سهلا.
وأردفت الصحيفة تقول إن الوضع يبدو افضل فى تونس التى نشبت ثورة الياسمين فيها جراء انتحار الشاب بوعزيزى الذى بدا رمزا لاحباط جيل كامل .. وقالت الصحيفة إن الانتخابات الاولى بعد سقوط نظام زين العابدين بن على مضت بيسر موضحة أن نجاح تونس لم يأت من فراغ بل من مؤسسات متطورة وشعب متعلم و وضع حقوق المرأة الجيد نسبيا والتقارب مع اوروبا مشيرة إلى أن نجاح التجربة التونسية يبدو استثناء وليس أساسيا.
وانتقلت الصحيفة إلى ليبيا وقالت إن ثورة فبراير كانت نوعا من الاستثناء مختلفا وغريبا على المنطقة كلها موضحة أن قمع القذافى لشعبه وسلوكه الشاذ والغريب قلب الرأى فى العالم العربى والغرب ضده.
وأشارت صحيفة"الجارديان" البريطانية إلى أن تدخل حلف شمال الاطلنطى الناتو، الذى دعمته قطر والامارات ، ساعد المعارضة المتحدة على اسقاط نظامه المكروه فى ليبيا موضحة ان مقتل القذافى فى سرت كان فصل الختام ونهاية مؤلمة لحكمه القاسى الذى استمر 42 عاما.
وعن الوضع فى اليمن، قالت "الجارديان" إن اليمن هى حالة خاصة اخرى، موضحة أن انتفاضتها جمعت احتجاجات حاشدة و نزاعات الصفوة والمناطق والقبائل مشيرة إلى أن الرئيس على عبد الله صالح ، وافق فى النهاية على الرحيل وامن صفقة تجنبه من الذل الذى يعانى منه مبارك عندما يمثل امام المحكمة ومنفى بن على فى السعودية.وقالت الصحيفة إن رحيل صالح بعد 33 عاما تغيير كبير لكن ليس بتحول ثورى حيث تتناور اسرته وحزبه الحاكم القديم على السلطة مع القادمين الجدد.
واردفت الصحيفة تقول إن علامة الاستفهام الكبيرة تحيط بسوريا التى قتل فيها مالا يقل عن 4000 شخص منذ بداية الانتفاضة ضد نظام الاسد والتى كانت سلمية فى بدايتها ولكنها تحولت الان لتضمن هجمات مسلحة لكن الاختلاف فى سوريا هو انها لم تشهد انشقاقا لموالين بارزين للاسد كما أنه ليس هناك منظور لتدخل عسكرى اجنبى موضحة ان الطائفية تظهر خطرا كبيرا والمعارضة منقسمة بشدة.