تواصلت المواجهات العنيفة بين الشرطة ومتظاهرين أمس، فى السويس، وتصاعدت باشتباك قوات الجيش مع مجهولين تجمعوا حول مبنى جهاز الأمن الوطنى، ومديرية امن السويس ومجمع المحاكم، وتسبب إطلاق طلقات الخرطوش والزجاجات الحارقة، فى تحطم 45 سيارة، وإصابة 40 من الأهالى وقوات الجيش. وأعلنت مديرية أمن السويس القبض على 20 مسلحا، بينهم 2 من خارج السويس، قدموا لتنفيذ عمليات هجوم ضد المنشآت العامة،مستغلين حالة الفوضى، فيما اتهم مواطنون فلول الوطنى وضباطا سابقين بتنفيذ مسلسل ترويع الشعب باستخدام البلطجية.
وأكد مدحت عيسى، متحدث باسم تكتل شباب السويس، سلمية الثورة، وان شباب السويس المتظاهرين ليس لهم علاقة بأحداث العنف أو الاعتداءات التى تعرضت لها المنشآت أو الممتلكات العامة والخاصة، وأن شباب السويس قاموا منذ اللحظة الأولى بتشكيل لجان لحماية الممتلكات.
وأضاف عيسى: «قمنا بالتظاهر فى ميدان الأربعين وشارع الجيش فقط، لأننا نريد توصيل رسالة محددة بمطالب الثوار فى ميدان الأربعين».
اللجان الشعبية بالسويس، أعلنت تمكنها من القبض على عدد من اللصوص والبلطجية، قاموا باقتحام منشآت من بينها مبنى رعاية الأحداث وحى الأربعين، قادمين من عزبة الهجانة بالقاهرة وحى عين شمس، حيث اعترفوا باستئجارهم من قبل بعض الأشخاص، لترويع المواطنين فى السويس، عن طريق نهب الممتلكات وإطلاق الرصاص العشوائى فى الشوارع.
وقامت اللجان الشعبية فى السويس، بإقامة دروع بشرية حول مقار شركات المحمول والمؤسسات التجارية، كما قام سكان شارع احمد عرابى بإقامة دوريات حراسة أمام المحال التجارية لحمايتها. اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس،قال: «قمنا بالقبض على 20 من بينهم مسلحون، وضبطنا لصوص وبلطجية قدموا من خارج السويس لتنفيذ مخطط الاعتداء على الممتلكات العامة، ونقوم باستجوابهم من اجل أن نعرف من قام بتمويلهم».
المواجهات بين قوات الجيش وبلطجية، تحولت إلى حرب شوارع، خاصة بعد إصابتهم العقيد محمد شريف مدير نادى الشرطة، حيث تمكنت القوات الخاصة من ضبط عدد منهم، ما أسفر عن تحطم أجزاء من مقر النادى.
وفى شارع الشهداء المجاور لمجمع المحاكم ومديرية امن السويس وجهاز الأمن الوطنى، تسببت المواجهات المسلحة بين الشرطة ومسلحين، إلى تحطم 45 سيارة، وإصابة مواطنين بحالات اختناق بسبب قنابل الغاز المستخدمة بكثافة.
وقال شهود عيان بشارع الشهداء، إن أكثر المواقع الأمنية التى استهدفتها مجموعات مجهولة هو مبنى جهاز الأمن الوطنى، حيث أحرقوا عددا من الدراجات النارية الموجودة أمامه، وألقوا زجاجات حارقة بداخلة، وهو ما تصدت له قوات الجيش وسكان بشارع الشهداء.
على جانب آخر، أعلن عدد من مرشحى انتخابات مجلس الشعب بالسويس، عن تكوين مجموعات من أفراد ومناصرين لهم، للتصدى للمسلحين والخارجين على القانون.
وقال فوزى عبدالفتاح، المرشح لانتخابات مجلس الشعب،: «قررنا أن يقوم كل مرشح باستدعاء 20 من أنصاره، ليتم تشكيل مجموعات شبابية للتصدى للبلطجية».
كما كشف شهود عيان منهم مرشح لانتخابات مجلس الشعب، عن اعتراف احد مسئولى حى الأربعين، والذى قام بلطجية باقتحام مقره ونهبه، وتورط مخبرين من قسم شرطة الأربعين، فى تحريض بلطجية على اقتحام مبنى الحى.
وقال سعود عمر، النقابى العمالى ومرشح انتخابات الشعب، أن موظفا ومسئولا بمبنى حى الأربعين، أكد رؤيته لمخبرين أثناء تحريض اللصوص والبلطجية لاقتحام المبنى، وعند مواجهة مسئول الحى، لمحافظ السويس بما حدث، قام المحافظ بتهديده لإجباره على الصمت.