دخلت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين فى ميدان التحرير، أمس، يومها الرابع، وهى المواجهات التى امتدت إلى الشوارع المحيطة بمقر وزارة الداخلية فى منطقة لاظوغلى. وتضاعفت أعداد المتظاهرين الذين تصدوا للهجمات المتكررة لقوات الأمن المركزى، بعد أن انضمت إليهم أعداد غفيرة من التراس الأهلى والزمالك والعشرات من طلاب المدارس والجامعات، علاوة على عدد كبير من مشايخ الأزهر الشريف.
وشهدت محافظات مصرية عدة، مظاهرات لتأييد المعتصمين فى الميدان، والتنديد بتساقط مئات القتلى والجرحى، وهو ما تطور إلى مواجهات واشتباكات بين الأمن و«البلطجية» من جهة، والمتظاهرين من جهة أخرى، أسفرت عن سقوط مصابين من الجانبين.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عمن وصفتهم «مصادر طبية»، أن مشرحة زينهم فى القاهرة «تسلمت 33 جثة جراء الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن المصرية». وأضافت المصادر التى لم تسمها الوكالة أن المشرحة «هى المكان الرئيسى الذى تنقل إليه الجثث». بينما قال أشرف الرفاعى، نائب كبير الأطباء الشرعيين ل«الشروق» إن عدد الشهداء الذين وصلت جثامينهم «14 حالة»، بجانب 3 حالات رصدت «الشروق» دخولها المشرحة فى الثانية من عصر أمس. وأوضح الرفاعى أن «معظم الحالات مصابة بطلقات نارية فى الجبهة والرأس والصدر».
وأكدت مصادر أن حصيلة المواجهات خلال الأيام الأربعة الماضية بلغت 1700 مصاب.
فى غضون ذلك اتفقت القوى الثورية فى الميدان على جدول زمنى محدد لتسليم السلطة للمدنيين، «يبدأ بالانتخابات البرلمانية خلال الشهر الجارى، وينتهى بتسليم السلطة كاملة لبرلمان ورئيس مدنى فى 15 مايو 2012». حسبما ورد فى بيان وقعه اتحاد شباب الثورة، والجبهة الثورية، والائتلاف العام للثورة، ومجلس أمناء الثورة ،وبيت الثورة المصرى الحر، والذى تلاه نائب رئيس مجلس الدولة وعضو مجلس أمناء الثورة، المستشار محمد فؤاد، خلال مؤتمر صحفى بنقابة الصحفيين أمس.
أمنيا، قال اللواء محسن مراد، مدير أمن القاهرة، إن أجهزة الأمن «تعمل على حماية وزارة الداخلية فقط، وهناك تعليمات من وزير الداخلية بعدم الوجود بمحيط ميدان التحرير». مضيفا: الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم وعدد من رجال الدين طلبوا الاجتماع مع أجهزة الأمن وتم الاتفاق على انسحاب قوات الشرطة من محيط الميدان، شريطة أن يعود المتظاهرون إلى الاعتصام فى التحرير والابتعاد عن وزارة الداخلية».
وقال مصدر أمنى بوزارة الداخلية أن المتظاهرين «أغلقوا المداخل والمخارج المؤدية إلى مبنى الوزارة، ويحاصرون القيادات والضباط داخل المبنى».
وسياسيا، اشترك 25 حزبا سياسيا، فى إصدار بيان، أمس، طالبوا خلاله بالوقف الفورى للعنف ضد المتظاهرين، وإجراء تحقيق قانونى وسياسى بشأن المسئولية عما وقع فى ميدان التحرير. وتوجه وفد ممثلى الأحزاب إلى ميدان التحرير «ليشكلوا درعا بين المتظاهرين وقوات الأمن».
وفى تطور لافت، طلب منصور العيسوى، وزير الداخلية، من ائتلاف شباب الشرطة «التوسط لإيجاد مخرج للأزمة، والتواصل مع ائتلاف شباب الثورة للخروج بحلول للموقف». وقال شادى الغزالى، وكيل مؤسسى حزب الوعى السياسى: «نقلنا لائتلاف شباب الشرطة مطالبنا، وهى وقف العنف، ووقف إطلاق النار وتراجع قوات الشرطة إلى حدود مبنى الوزارة، مع ضمان أن يتوقف المتظاهرون فى حدود الميدان».
يأتى هذا فى الوقت الذى يلتقى فيه ائتلاف شباب الشرطة بالعيسوى لنقل هذا التصور، على أن تنقل نتيجته إلى ائتلاف شباب الثورة لاحقا.
وقال الدكتور أشرف الرفاعى، نائب كبير الأطباء الشرعيين لدار التشريح ان عددا من أهالى الشهداء اقتحموا صالة التشريح وأوقفوا عملية تشريح الجثث، وأضاف أنهم أخذوا جثة أحد الشهداء قبل تشريحها، موضحا أنه طلب قوات من الجيش لحماية مصلحة الطب الشرعى.