بدأ الرئيس الايطالي جورجو نابوليتانو اليوم الأحد مشاورات سياسية لاختيار رئيس للحكومة خلفا لسيلفيو برلوسكوني الذي استقال مساء أمس ويرجح ان يخلفه في هذا المنصب المفوض الأوروبي السابق ماريو مونتي ما لم تحدث مفاجأة كبيرة. وغادر برلوسكوني (75 عاما) السلطة السبت وسط شتائم وهتافات مناهضة له ليطوي بذلك صفحة عشرين عاما من الحكم تخللتها فضائح جنسية وقضايا فساد في ايطاليا التي تواجه وضعا ماليا خانقا.
وبدأ نابوليتانو مشاوراته هذه التي يفرضها الدستور قبل ان يتمكن من تكليف شخص يختاره لتشكيل حكومة. وقد عقد لقاءه الاول مع رئيس مجلس الشيوخ ريناتو سكيفاني يليه رئيس مجلس النواب جانفرانكو فيني. بعد ذلك سيستقبل نابوليتانو مختلف الكتل البرلمانية ورؤساء الجمهورية السابقين. لذلك، من غير المتوقع اعلان اسم رئيس الحكومة الجديد قبل مساء الاحد وحتى الاثنين.
لكن يبدو ان الامر محسوم. فقد عين ماريو مونتي (68 عاما) الاربعاء سناتورا مدى الحياة واستقبله برلوسكوني لساعتين على الغداء السبت. وهو شبه واثق من الحصول على دعم نابوليتانو. وحصل مونتي على دعم المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد واجرى محادثات السبت مع المدير الجديد للبنك المركزي الاوروبي مواطنه ماريو دراغي.
برلسكوني فخور بما أنجزه من جانبه، أكد برلوسكوني أنه فخور بما أنجزه خلال الأزمة الاقتصادية، معربا عن أمله في العودة مجددا إلى رئاسة الحكومة.
ونقل راديو "سوا" الأمريكي اليوم الأحد عن برلسكوني قوله -في رسالة إلى أمين عام حزب اليمين- :"أشاطركم قناعاتكم، وآمل أن نعود مجددا إلى الحكومة".
وأضاف "أنه فقد الأغلبية المطلقة في البرلمان الثلاثاء الماضي لأنه بالنهاية في البرلمان انتصر منطق الابتزازات الصغيرة والتحولات التي هي من أقدم عيوب السياسة الإيطالية".
وهاجم برلوسكوني رئيس مجلس النواب "جيانفراكنو فيني"، حليفه السابق الذي تحول إلى المعارضة قبل عام، مؤكدا أن "التمرد كان الخطيئة الأساسية التي نسفت ولاية البرلمان".
ودافع رئيس الحكومة السابق مجددا عما أنجزه، مؤكدا أن إيطاليا "تحقق أصلا الكثير في مجال التقشف الاقتصادي وأنها وافقت بحس كبير بالمسؤولية على التضحيات التي فرضتها خطط التقشف المصادق عليها في يوليو وأغسطس".
وأشار برلسكوني إلى أن "البلد يتصنف بمعايير المتانة في المرتبة الثانية في أوروبا، مباشرة وراء ألمانيا" ويعد نسبة بطالة "أقل بنقطتين من المعدل الأوروبي". وكان برلسكوني قد تقدم باستقالته أمس إلى رئيس الدولة جورجيو نابوليتانو الذي أعلن عن قبولها والبدء فى المشاورات السياسية لتشكيل حكومة جديدة.