أكد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني اليوم الأربعاء أنه سيستقيل بعد تنفيذ إصلاحات اقتصادية عاجلة يطالب بها الاتحاد الأوروبي، وقال إن إيطاليا يجب أن تجري انتخابات حينذاك وإنه لن يرشح نفسه بها، وأضاف في مكالمة هاتفية مع برنامج تلفزيوني صباحي "علينا أن نعطي أوروبا والعالم إشارة عاجلة وقوية على أننا نأخذ الأمور بجدية". وبعد عدم حصوله على أغلبية في اقتراع حاسم أجري في مجلس النواب أمس الثلاثاء قال إنه سيستقيل بمجرد تمرير البرلمان إصلاحات في الميزانية لمساعدة إيطاليا على تجاوز أزمة ديون تهدد منطقة اليورو بأكملها.
وقال برلسكوني الذي يتعرض لضغوط للاستقالة منذ أسابيع إن قراره بالاستقالة يأتي من منطلق "المسؤولية" تجاه البلاد.
لكنه قال إنه يعارض أي شكل من أشكال الحكومة الانتقالية أو حكومة الوحدة الوطنية وهو ما يفضله الكثير من شخصيات المعارضة، وإن الانتخابات المبكرة هي البديل الوحيد، وفي مقابلة مع صحيفة لا ستامبا قال برلسكوني إنه يرى إجراء الانتخابات في أوائل فبراير وإن الأمين العام لحزب شعب الحرية ووزير العدل السابق انجلينو الفانو سيكون مرشح يمين الوسط لمنصب رئيس الوزراء.
وقال برلسكوني "سأستقيل متى يتم إقرار قانون (الميزانية) ولانني أعتقد أنه لن يتسنى تحقيق الأغلبية مرة أخرى فإنني أتوقع إجراء الانتخابات في بداية فبراير ولن أرشح نفسي فيها". ومن المرجح الاقتراع على إصلاحات اقتصادية في مجلسي البرلمان هذا الشهر، وربما يحاول زعماء المعارضة تقديم موعد الاقتراع بهدف القضاء على سيطرة قطب الإعلام على السياسة الإيطالية المستمرة منذ 17 عاما في أقرب وقت ممكن.
وساعدت مخاوف من مدى قدرة حكومة برلسكوني على تنفيذ إصلاحات بهدف تعزيز النمو المتباطئ في إيطاليا وخفض ديونها الهائلة على زيادة تكلفة الاقتراض في إيطاليا لمستويات لا يمكن استمرارها مما كان له أثره على اليورو وأسواق الأسهم.ومن المقرر أن يصل مفتشون من الاتحاد الأوروبي إلى روما اليوم للبدء في مهمة مراقبة تهدف إلى ضمان تنفيذ إصلاحات اقتصادية في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قمة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي.