أكد السفير السوري في واشنطن الدكتور عماد مصطفى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى دائما لإذكاء الأزمة الحالية في سورية وهي تبذل أقصى ما تملك من جهد لتأجيجها ومحاولة إطالتها والاستفادة منها سياسيا، مشيرا إلى أن واشنطن مستعدة لفعل أي شيء لمنع حدوث حوار في سوريا . وقال مصطفى في حديث للتلفزيون السوري اليوم الأحد إن تصريحات الخارجية الأمريكية الأخيرة بشأن سوريا حلقة من سلسلة متصلة من التصريحات المسيئة التي تؤكد أن الولاياتالمتحدة لن تدخر جهدا لمحاولة إيقاع الأذى بسوريا.
وأضاف أن دور الولاياتالمتحدة في الأزمة الحالية متعدد الأوجه بعضها ظاهر عليه أدلة غير قابلة للنقاش وبعضها خفي يتم التوصل إليه بالاستنتاج وهو ينبثق من موقف أساسي هو أن الولاياتالمتحدة وسوريا تتواجهان منذ عقود لأن سوريا في الكثير من مواقفها لا تعجب الولاياتالمتحدة والسمة البارزة في العلاقات منذ الخمسينيات هي التوتر الشديد بسبب طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي والارتهان التام والمطلق للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط لرغبات وأوامر إسرائيل.
وأشار السفير السورى الى أن الولاياتالمتحدة تتمنى دائما أن تنزلق سوريا إلى الهاوية لأنها وفق الأمريكيين أنفسهم ومراكز بحثهم شوكة في حلق السياسات الأمريكية في المنطقة منذ فترة طويلة جدا وهي وحلفاؤها ممن يكررون وبشكل آلي وميكانيكي السياسات الأمريكية شعروا بغيظ من المبادرة العربية وحكموا عليها منذ اللحظة الأولى وبشكل استباقي بأنها لن تنجح ويجب ألا تنجح بعكس موقف كثير من الدول التي شجعتها.
وأشار مصطفى إلى أن العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولاياتالمتحدة على سورية تكاد تكون تجميلية وكاريكاتورية لأن تاريخ هذه العقوبات يعود إلى عام 1956 حتى وصلت ذروتها عام 2004. وأكد مصطفى أن مقاربة الحكومة للأزمة الحالية فصلت بين الجانبين الأمني والسياسي فهي سياسيا تعمل على تلبية مطالب فئات كبيرة من الشعب السوري وأمنيا لا يمكن أن تسمح ككل دول العالم لمجموعات مسلحة ودموية ترتكب القتل أن تعمل على الساحة السورية والتقدم الذي تحققه سورية في هذين الطريقين المتوازيين يثير انزعاج الولاياتالمتحدة.
وبين مصطفى أن الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى السفارة السورية في واشنطن بترهيب المحتجين هي جزء من حملة متكاملة تم خلالها في فترة قصيرة جدا استدعاء كل السفراء السوريين في عشرات الدول المتحالفة مع أمريكا لاتهامهم بتصوير المتظاهرين السوريين وإرسال الصور إلى سوريا.
ووصف مصطفى هذه الاتهامات بأنها سخيفة لأن المظاهرات المعارضة التي جرت أمام السفارة السورية في واشنطن صورت نفسها ووضعت الصور على اليوتيوب وأي إنسان يستطيع الدخول إليه ليجد الصور الواضحة والدقيقة لهذه المظاهرات وأضاف مصطفى.. إن السفارة السورية في واشنطن أقامت جسور التواصل والحوار مع كل أطياف الجالية السورية في الولاياتالمتحدة بما فيها المعارضة وهي كانت تتعامل مع المظاهرات المؤيدة والمعارضة بطريقة حضارية وتدعو المشاركين فيها إلى الدخول للاستماع لرأيهم ومحاورتهم.
خرق اتفاقية فيينا
وأشار مصطفى إلى أن السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد خرق اتفاقية فيينا الناظمة للعلاقات الدبلوماسية بين دول العالم مرات عدة ولذلك فرضت الحكومة السورية عليه عدم التنقل خارج دمشق في حين فرضت الحكومة الأمريكية عليه كسفير لسوريا في واشنطن عدم التنقل خارج واشنطن مع أنه ملتزم بالاتفاقية التزاما تاما ومطلقا.
وقال مصطفى: إن فائدة سورية من منع السفير فورد من التنقل بشكل حر عبر الأراضي السورية أكبر من الفائدة التي تجنيها من تنقلي عبر الولاياتالمتحدة وأنا أؤيد هذا القرار تماما وأؤيد قرار سحبي من الولاياتالمتحدة لأنه يجب أن نعاملها بالمثل.
وأكد مصطفى أن المزاعم بالخوف على أمن وسلامة السفير فورد في سوريا غير صحيحة لأن الحكومة السورية ملتزمة التزاما تاما ومطلقا بضمان أمن جميع الدبلوماسيين دون استثناء بما في ذلك السفير الأمريكي وهي لا تريد لأي سفير أن يتعرض لأي أذى.