تحولت شوارع القاهرة الكبرى الرئيسية والجانبية إلى حظائر كبيرة للأبقار والأغنام، بمناسبة عيد الأضحى المبارك. أعداد ضخمة من الخراف والماعز تفاجئ المارة بالسيارات يوميا، تعبر الطريق أو تلعب مع بعضها، أو تلتقط شيئا من نهر الشارع.
المشكلة كما يحكيها أهالى مصر الجديدة أن تلك التجارة تبدأ فى الظهور بعد عيد الفطر بأيام قليلة، وتستمر حتى ثانى أيام عيد الأضحى، «كل سنة المشكلة بتزيد وعدد التجار يكتر، وماحدش قادر يوقف المهزلة اللى بتحول الشوارع الرئيسية وحتى الجانبية الضيقة لزرايب»، بعصبية وضيق يقول محسن يسرى أحد سكان منطقة روكسى.
تجار الماشية ينصبون شوادر كبيرة ويضعون أسماءهم عليها، أما من يقفون فرادى فهم أرزقية ينشطون فى ذلك الموسم، كما أوضح إسماعيل ابن أحد التجار.
«اللى تلاقيه واقف ومعاه 4 أو 5 رءوس بس يبقى مش تاجر»، يقول محمد عبدالسميع تاجر ماشية، مؤكدا أن هؤلاء يشترون أغناما ضعيفة وفى الغالب لا تصلح كأضحية.
«مخلفات تلك الماشية لا يرفعها أحد، والشارع ريحته أصبحت لا تطاق»، الشكوى الأهم التى تسمعها على لسان الناس، وتؤكدها إيناس محمود إحدى ساكنات مدينة نصر.
ويتساءل المارة والسكان على حد سواء، من يسمح لهؤلاء التجار أن يحتلوا أى شارع أو منطقة يختارونها، ومن هو المسئول عن تلك الفوضى؟
الإجابة الوحيدة التى يتلقونها، تأتى من محمود تاجر صغير يقف فى شارع عبدالرازق السنهورى المتفرع من شارع عباس العقاد أحد الشوارع الرئيسية والحيوية بمدينة نصر، فيقول «كل سنة وانتى طيبة يا مدام، ده موسم وربنا يفتحها علينا كلنا، ولو الريحة مضايقاكى ومنظر الخرفان مش عاجبك هاتيلنا زباين، خلينا نعيد مع أهلنا».
المسئولون بالمحافظة والحى لا يتدخلون فى هذه الأمور، فهم لا يتضررون من منظر الشارع، ولا يشمون رائحة مخلفات الماشية مثل الأهالى، كما يقول الأستاذ سعيد راشد المحامى بمنطقة العباسية، «اتصلنا بالحى فقالوا لنا كل سنة وأنتم طيبين».
للأطفال رأى آخر فى الأزمة بين الأهالى وتجار الماشية، يعبر عنه يوسف علاء الساكن فى شارع مكرم عبيد قائلا: «الخروف شكله حلو والبقرة أحلى من الجاموسة، أنا مش بأعرف أشوفهم إلا قبل العيد»، أما أخته مى فتقول «باحب ألعب مع المعزة البيضاء اللى ساكنة تحت العمارة».
لكن الأهالى تجزم أن بعد أيام قليلة يأتى العيد، فتذبح الماشية، ويرحل التجار، وتبقى المخلفات ورائحتها ويزيد عليها طقوس الأضاحى، ويظل الحى يقول «كل سنة وأنتم طيبين».