في مانيلا أم في كالينينجراد؟ فتاة أم صبي؟ بلدان عدة اعتبرت اليوم الاثنين أنها البلد الذي استقبل الطفل الذي يمثل رمزيا وصول عدد سكان العالم إلى سبعة مليارات نسمة، وهي مناسبة تشكل فرصة للأمم المتحدة لتسليط الضوء على التحديات التي يطرحها النمو السكاني. فالفلبين كانت السباقة واستقبلت الطفلة دانيكا ماي كاماتشو التي ولدت الأحد قبل دقيقتين من حلول منتصف الليل في أحد أكثر بلدان العالم فقرا وبلغ وزنها 2,5 كيلوجراما. وقد هنأ ممثلون عن الأممالمتحدة والديها فلورانتي كاماتشو وكاميل دالورا، حاملين معهم قالب حلوى خصيصا لهذه المناسبة.
ولكن الهند التي تضم 1,24 مليار نسمة والتي يتوقع أن تصبح بحلول العام 2025 البلد الأكثر تعدادا للسكان متقدمة على الصين، مع 1,5 مليار نسمة، أعلنت من جهتها عن ولادة نرجس على أراضيها.
وولدت نرجس عند الساعة 07,20 بالتوقيت المحلي (01,50 بتوقيت جرينتش) من أم في الثالثة والعشرين وأب في الخامسة والعشرين في قرية مال في ولاية أوتار برادش.
وتتنافس على اللقب أيضا منطقتان روسيتان هما كامتشاتكا في اقصى الشرق وكالينينجراد في الغرب.
وكانت كامتشاتكا وهي شبه جزيرة معزولة وقليلة السكان تقع على ضفاف المحيط الهادئ السباقة في الإعلان عن ولادة مرشحها الرسمي الاثنين في الدقيقة 19 بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي (الأحد عند الساعة 16,19 بتوقيت غرينتش) وهو طفل يدعى ألكسندر.
وقال المسؤول عن المنطقة في بيان "كما تعرفون، بلدنا يبدأ بكامتشاتكا ولذلك نعتبر أن المولود الجديد من كامتشاتكا هو أول طفل يولد في روسيا في اليوم الذي يصل عدد سكان العالم فيه إلى سبعة مليارات نسمة".
ولكن كالينينجراد الواقعة بين بولندا وليتوانيا على بعد 7400 كيلومتر غرب كامتشاتكا لديها مرشح أيضا هو بيوتر نيكولاييف الذي ولد الاثنين في الدقيقة الثانية بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي (الأحد عند الساعة 21,02 بتوقيت جرينتش) وبلغ وزنه 3,6 كيلوغرامات.
إلا أن الشهادة الرمزية أعلنت عنها اليوم الاثنين مقاطعة "كالينينجراد" الروسية، التي أكدت أن الأممالمتحدة قدمت شهادة "رمزية" لأم المولود رقم 7 مليار الذي ولد على الأرض في مراسم احتفالية أقيمت في مقاطعة كالينينجراد.
وأفاد بيان أصدره الجهاز الإعلامي للمقاطعة، أوردته وكالة "إنترفاكس" الروسية "إن مسئول الأممالمتحدة قدم شهادة لأم المولود "بيوتر" الذي ولد صباح اليوم".
وأوضحت الوكالة أن تقارير أشارت في وقت سابق نقلا عن تنبؤات صندوق الأممالمتحدة للسكان إلا أن بحلول اليوم فقد وصل تعداد سكان الأرض إلى مستوى تاريخي يبلغ 7 مليار نسمة، وهو ما يشير إلى النجاحات التي أنجزها الطب.
وأضافت الوكالة أنه في ضوء المشاكل في اختيار الشخص رقم 7 مليار بدقة فإن الإعلان سيكون رمزيا في طبيعته.
وكان العالم تخطى عتبة الستة مليارات نسمة سنة 1999 واختارت الأممالمتحدة آنذاك الطفل عدنان نيفيتش المولود في ساراييفو ممثلا رمزيا لوصول عدد سكان العالم إلى هذا الرقم. وامتنعت الأممالمتحدة هذه المرة عن تحديد "فائز" مسبقا فتهافتت بلدان عدة للاعلان عن أن سعيد الحظ ولد على أراضيها.
وفي هذا السياق، أعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيعقد مؤتمرا صحفيا في هذه المناسبة، أن وصول عدد سكان العالم إلى سبعة مليارات نسمة هو أمر لا يستهان به.
وقال في مدرسة في نيويورك الأسبوع الماضي "ليست المسألة مسألة أرقام فحسب. سبعة مليارات شخص يحتاجون إلى الغذاء والطاقة وإلى خدمات جيدة في مجالي العمل والتعليم وإلى حقوق وحريات، حرية الرأي وحرية تربية أولادهم بسلام وأمان".
وبحسب برنامج الأممالمتحدة للسكان، ستجد الحكومات في البلدان الأكثر فقرا صعوبة في توفير فرص عمل للعدد الهائل من الشبان الذين سيدخلون سوق العمل، أضف إلى ذلك الاحترار المناخي والجفاف وانتشار الحواضر المتسارع.
ومع ولادة طفلين كل ثانية، يتوقع صندوق الأممالمتحدة للسكان أن يستمر النمو الديموجرافي ليصل عدد سكان العالم إلى 9,3 مليارات في العام 2050 وإلى أكثر من عشرة مليارات بحلول نهاية القرن الحالي.
ويسجل أكبر ارتفاع في عدد السكان في افريقيا التي تخطت المليار نسمة سنة 2009 ويتوقع أن تتخطى المليارين بحلول العام 2044.