هرع احمد بجبوج لفتح متجره حيث يبيع الأثاث عندما اخبره الجيران أن قوات الأمن تقتحم المتاجر بالقوة لإنهاء إضراب عام استمر أكثر من أسبوع في مدينة درعا السورية. وقال السكان إن مئات الجنود انتشروا في الشارع التجاري الرئيسي في درعا محطمين واجهات المحال ومهددين أي شخص يرفض إنهاء الإضراب الذي دعي إليه احتجاجا على تصاعد الحملة العسكرية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
وقال سالم الجوابرة الذي يعمل جزارا في منطقة المحطة في درعا عبر الهاتف "التجار يفتحون متاجرهم في ظل التهديد بالقوة. لقد حطمت قوات الأمن المحال الليلة الماضية وحذرت أي شخص لا يفتح متجره من انه سيجد رجل امن في المتجر. "الناس يخشون تلف ممتلكاتهم."
وكانت درعا التي تقع في جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن مهد الانتفاضة ضد حكم آل الأسد المستمر منذ 41 عاما وعانت بشدة من الحملة الأمنية التي تشنها القوات الموالية للرئيس. وشلت المدينة بالكامل بسبب الإضراب الذي استمر ثمانية أيام وانتشر إلى مدن كبيرة أخرى من بينها حمص في الشمال الغربي.
وقال ناشطون إن المثابرة في الإضراب أظهرت مدى تصاعد المشاعر المعادية للنظام السوري بعد سبعة أشهر من المظاهرات والعنف المضاد.
وقال مأمون أبو نبوت المقيم في منطقة المحطة في درعا "لا يوجد احد تقريبا لم يعتقل أو يختفي ولده أو شقيقه أو احد أقربائه. "لقد أريقت دماء كثيرة ويقول كثيرون إن طريق العودة انقطع حتى سقوط النظام."
وفشلت دعوات سابقة للإضراب ولم تحظ الدعوات لموظفي القطاع العام بالامتناع عن العمل بتأييد يذكر. وقال سكان في درعا إن المحال والمتاجر عادت إلى نشاطها المعتاد ببطء اليوم الخميس مع عودة التجار والعاملين إلى المنطقة التجارية في المدينة التي تعد احد المراكز التجارية في جنوب سوريا.
وعادت الفاكهة والخضروات إلى واجهات العرض في سوق الحسبة مع عودة عدد قليل من الأكشاك إلى فتح أبوابها خلال الأسبوع الماضي وقد تحطمت كلها يوم الأربعاء عندما وصل الإضراب إلى ذروته. وعادت الحافلات إلى المحطة الرئيسية في المدينة وهي تعج بموظفي القطاع العام القادمين من القرى المحيطة.
كما عادت المحال والمتاجر إلى فتح أبوابها في الحراك وهي بلدة كبيرة تقع على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال من درعا. وتدفق العمال الموسميون على المدينة التي شهدت سنوات من هجرة سكان القرى الباحثين عن العمل إليها. واظهر الإضراب تنامي قوة القيادة السرية الشابةالجديدة التي تدير الاحتجاجات والتي قال سكان إنها فاجأت المسؤولين في درعا بمهاراتها في التنظيم.
وقال شهود عيان ان ملثمين شبان خرجوا إلى الشوارع ليلا وعلقوا ملصقات وكتبوا لافتات على جدران المدارس والمتاجر والبنايات العامة تأييدا للإضراب وتحذيرا للتجار من فتح محالهم.
وقال احمد ابا زيد المدرس في مدرسة مهنية "هناك العديد من التجار الذين شكوا من الإغلاق وقالوا ان مصالحهم تضررت لكنهم لم يكن لهم خيار الا الانصياع لدعوات الناشطين مع هذا المناخ القوي من الرأي العام الذي يؤيدهم."
بينما قال ناشطون ان الإضراب شجع سكان درعا على تصعيد تحديهم إلى ما هو اكثر من الاحتجاجات اليومية وأعمال العصيان المدني.
وقال احد الناشطين ويطلق على نفسه اسم أبو سليمان "الإضراب كان له أكثر من معنى. لقد أعطانا الثقة بأننا ما دمنا تمكنا من الوصول إلى هذا المدى فنحن قادرون على فعل الكثير ما دام الشارع لنا."