سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تساؤل أمريكى: لمن يذهب عرش السعودية بعد عبد الله؟ واشنطن ولندن تعتبران الأمير نايف (متشددًا) وتخشيان تعيينه وليًا للعهد خلفًا للأمير سلطان ثم وصوله لسدة الحكم
منذ إعلان وفاة ولى العهد السعودى الأمير سلطان بن عبدالعزيز فى نيويورك السبت الماضى، والتساؤلات تتصاعد فى دوائر أمريكية عديدة عن هوية الملك القادم فى السعودية، أى من سيخلف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو نفس الشخص الذى سيعين وليا للعهد خلفا للأمير الراحل الذى تم تشييع جثمانه فى المملكة أمس، بمشاركة زعماء مائة دولة. ويكتسب هذا القلق خصوصية فى ظل ما تشهده المنطقة العربية من ثورات وانتفاضات شعبية يعتقد على نطاق واسع فى واشنطن أن الرياض تريد لها الفشل، بحسب خبراء أمريكيين أشاروا إلى اضطرار السعودية، التى تقمع أى محاولات للتظاهر، خاصة بين الأقلية الشيعية شرقى المملكة، إلى تخصيص 130 مليار دولار فى قطاع الخدمات الاجتماعية والإسكان والعمل، ردا على تزايد هذه الاضطرابات، والخوف من امتدادها للأراضى السعودية.
وقال الخبير سيمون هيندرسون، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن وزير الداخلية الحالى الأمير نايف بن عبدالعزيز «76 عاما»، النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء، وهو الثالث فى قمة هرم الحكم بعد الملك وولى العهد، قد يصعد لسدة الحكم فى المملكة، وهو «ما قد يشكل معضلة لواشنطن، لكونه رجلا صعبا ومحافظا للغاية».
هيندرسون تحدث عما قال إنها حوارات بين مسئولين بريطانيين وأمريكيين عن مستقبل السعودية، موضحا أن هناك قلقا يساور واشنطن ولندن من «تشدد» وزير الداخلية السعودى، مشيرا إلى النفوذ المتصاعد لنجل الأمير نايف، الأمير محمد، وهو أيضا مساعده للشئون الأمنية. وكان الأمير محمد قد لفت الانتباه إليه بعد دوره فى إحباط العديد من العمليات الإرهابية، وهو قائد الحملة الأمنية ضد الإرهاب بالسعودية.
وقد سيطر الحديث عن سن الملك وسن ولى العهد القادم على ردود الأفعال على وفاة الأمير سلطان، إذ يمثل ذلك أزمة فريدة من نوعها، فالملك الحالى، عبدالله بن عبدالعزيز يبلغ السادسة والثمانين من عمره، وهناك تكهنات بعدم تمتعه بصحة جيدة.
كما تثار تساؤلات عن مدى قوة «هيئة البيعة» التى شكلها الملك عبدالله من 35 ابنا وحفيدا للملك الراحل عبدالعزيز بن سعود، وهى لجنة عائلية من قلب بيت آل سعود يرأسها الأمير مشعل بن عبدالعزيز (85 عاما)، وهو الأخ غير الشقيق للملك عبدالله، بحيث تكون مهمتها اختيار ولى عهد جديد للسعودية.
وقال السفير الأمريكى الأسبق فى الرياض بين عامى 2001/2003 روبرت جوردن إن «السعودية أكثر أمانا الآن من أى وقت مضى، بسبب تيقن الحكومة السعودية لمخاطر الإرهاب بعد تفجيرات الرياض فى مايو 2005».
ويدفع كبر سن الرجل الثالث فى قمة الحكم السعودى، الأمير نايف، البعض داخل الأسرة السعودية الحاكمة لطرح فكرة أن يتولى ولاية العهد القادمة أمير من الجيل الأوسط، وهم هنا يتحدثون عن أمير فى الستينيات من العمر!
وبحسب هيندرسون فإنه إذا جاء نايف كملك، قد يختار أخوه سلمان، حاكم الرياض الحالى وليا للعهد، جريا على عرف اختيار أحد أبناء الملك عبدالعزيز بن سعود من الأمهات السعوديات، إلا أن هناك احتمالا أن يفاجئ الأسرة الحاكمة، ويسمى ابنه محمد «44 عاما» وليا للعهد. وسينظر البعض داخل العائلة الحاكمة على مثل هذا الفعل، وكأنه انقلاب فى نظام الحكم. غير أن هيندرسون استبعد إمكانية حدوث خلافات كبيرة بين أركان العائلة.
وإذا كان تغيير الإدارات الأمريكية بين ديمقراطية وجمهورية لا يؤثر كثيرا على أهمية العلاقات الأمريكية السعودية، فنفس الشىء ينطبق على الجانب السعودى، وأشار السفير الأمريكى الأسبق فى الرياض إلى أنه كان هناك الكثير من القلق بسبب ما ذكر عن أن الملك عبدالله ليس بصديق لواشنطن، إلا أن التجربة أكدت عكس ذلك تماما.
وتمثل العلاقات بين واشنطنوالرياض أحد أكثر القضايا إثارة فى العاصمة الأمريكيةواشنطن، ورغم اختصار الكثيرين وصف العلاقة بين الدولتين فى عبارة «نفط مقابل الأمن»، إلا أن هذه العلاقات تشتمل على موضوعات عديدة يمثل كل منها قضية مهمة فى حد ذاتها.
وذكر مدير معهد واشنطن روبرت ساتلوف أن «السعودية مهمة جدا بسبب دورها المؤثر على الولاياتالمتحدة فى قضايا البترول والطاقة، والإرهاب ومكافحته، وسلام الشرق الأوسط، والعراق وإيران، وأمن الخليج».