أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن التقريب بين أتباع الأديان في العالم من شأنه أن يعلي القيم الإنسانية بين الناس جميعا. مشيرا إلى أن أهم العقبات التى تحول دون تحقيق الحوار بين أتباع الأديان تتمثل في العلمانيين والملحدين وأصحاب المصالح والأجندات الخاصة.
وقال واصل - في حوار مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) على هامش مشاركته في مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان الذي بدأ أعماله أمس - إن أهمية المؤتمر تنبع من الموضوعات التى يناقشها والتي عبر عنها عنوانه "وسائل التواصل الاجتماعي وحوار الاديان ..نظرة استشرافية "، مؤكدا أن دولة قطر والمنظمين للمؤتمر نجحوا في اختيار هذا الموضوع الذى يبين مدى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي فى تحقيق التقارب بين أتباع الأديان في العالم.
وتابع: إن الأديان لا تتحاور بل تتكامل فيما بينها لأن الشرائع السماوية تكمل بعضها البعض، والإسلام كما جاء كمل الشرائع السابقة، وأن الدين عند الله الإسلام، وهذه مسألة محسومة، لكن العبرة في أتباع الأديان.
وأكد واصل أن من دخل في حقل النشاط العلمي من العلماء لخدمة الإسلام ودعوته الإسلامية العامة الشاملة، عليه أن يبين للعامة قبل الخاصة أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، وأن الإسلام جاء لتحقيق السلام بين البشر جميعا باعتبارهم عباد الله وخلقه .
وأشار مفتى الديار المصرية الأسبق إلى أنه حدثت في عصرنا الحديث ثورات علمية كبيرة في كثير من المجالات، وبخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة المقروءة والمسموعة المرئية.
وأردف: كان من المفترض أن تكون إيجابيات هذه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الحديثة أكثر من سلبياتها ، لكن للأسف فإن سلبياتها غلبت على إيجابياتها بسبب غياب التعاليم الدينية والأخلاقية التى أقرتها وأمرت بها جميع الشرائع السماوية والتى نزلت مع جميع الأنبياء والرسل.
وردا على سؤال آخر حول أهم العقبات التى تحول دون تحقيق الحوار بين أتباع الأديان المختلفة بما قد يؤدي في النهاية إلى صراعات..قال الدكتور نصر فريد واصل مفتى الديار المصرية الأسبق في حواره مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) إن أهم هذه العقبات هم أصحاب المصالح والأجندات الخاصة وهم منكرو الأديان الماديون الذين لا علاقة لهم بالشرائع السماوية السابقة والجانب الروحي، وإنما يرون المادة ويسيرون وراءها بأي وسيلة حتى لو كانت بالحروب.
وأضاف أن العلمانيين الذين يفصلون بين الدين والدنيا ويعتبرون أن الدين عقبة في تطور الحياة والعلم والتكنولوجيا لتحقيق مبدأ الحياة المادية، هم أيضا عقبة في سبيل تحقيق تقارب وحوار بين أتباع الأديان ، مؤكدا أن ما يقتنع به العلمانيون "خطأ كبير"، لأنه عندما يفصلون الدين عن الدنيا تفسد الحياة، لأنه لا يمكن أن تسير وتستقيم أمور الحياة بدون الدين لأن الدين منهج حياة وهو أكسير البدن والنفس.
وحذر واصل من خطورة الفصل بين الدين والدولة من جانب العلمانيين والملحدين لأنهم قد يتخذون الحروب والأجندات المختلفة وسيلة من أجل الوصول إلى الأهداف المادية حتى لو بالتدمير، لأنه لا يهمهم مصلحة الغير، بل مصلحتهم الخاصة وما يتفقون عليه بينهم.
وردا على سؤال حول كيفية التغلب على هذه المشكلة وهل يستدعي ذلك حوارا بين رجال الدين والعلمانيين والملحدين .. قال "إن هذا هو المطلوب، ولذلك كان عقد هذا المؤتمر لأنه يشمل حوارا بين العلماء ورجال الدين أنفسهم، وبين العلماء الذين يفهمون حقيقة العلم المتعلق بالدين".
وفيما يخص الأوضاع في مصر وهل هناك مخاوف من انزلاق البلاد نحو الصراع الطائفي.. قال الدكتور نصر فريد واصل "إن الصراع القائم الآن هو حراك سياسي وهو جانب صحي مطلوب بعد الثورة التي كانت كالزلزال الذي له توابع"..مؤكدا أن ما يحدث الآن هو أمر طبيعي.