أفاد ناشطون أن مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أجج مظاهرات مناهضة للحكومة في أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة اليوم وأن قوات الأمن قتلت 13 شخصا في حملة مستمرة ضد المحتجين الذين يطالبون بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ووجد المحتجون تواجدا أمنيا اكبر من المعتاد في سوريا بعد يوم من مقتل القذافي الذي قد يشجع محتجين في انحاء العالم العربي حيث اطاحت اضطرابات بثلاثة زعماء هذا العام ومثلت تحديا لاخرين مثل الأسد وسقط معظم قتلى اليوم في مدينة حمص بوسط البلاد وفي حماة في الشمال وهما من بؤر الاحتجاجات المناهضة للأسد والتي استهدفتهما عمليات عسكرية كبيرة لاخماد الاحتجاجات بهما.
وشهدت حمص التي يعيش فيها مليون سوري تمردا وليدا ظهر بعد محاولات متكررة قامت بها قوات مدعومة بالدبابات لقمع مظاهرات تطالب بانهاء 41 عاما من حكم عائلة الأسد ومزيد من الحريات السياسية وقال شاهد إن متظاهرين في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا رددوا هتافات قالوا فيها إن القذافي قتل وإن دور الاسد قد حان الان.
ووجه المتظاهرون في بلدة بمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق حديثهم للأسد وقالوا له "أعد نفسك" وقتل القذافي في ملابسات غامضة لكنها دموية وذلك بعد وقت قصير من القاء قوات الحكومة الانتقالية القبض عليه بعد شهرين من الإطاحة به من السلطة.
وعزز الأسد الذي درس طب العيون قبل أن يتولى الرئاسة خلفا لوالده في عام 2000 علاقاته بالقذافي قبل شهور من بدء الربيع العربي في تونس في ديسمبر ووقعت سوريا وليبيا سلسلة من اتفاقات التعاون وسمح الأسد في وقت لاحق لقناة تلفزيونية مقرها سوريا ببث كلمات مسجلة للقذافي بعد هروبه من طرابلس.
واصبحت حركات المعارضة في سوريا وليبيا اكثر تقاربا بسبب ما وصفه احد الناشطين "المعاناة من نفس الطغيان" وسارع حكام ليبيا الجدد بالاعتراف بالمجلس الوطني للمعارضة في سوريا والذي شكل هذا الشهر في اسطنبول بتركيا باعتباره السلطة الشرعية في سوريا وكانوا الوحيدين الذين اقدموا على هذه الخطوة حتى الان.
وقال عمر ادليبي من لجان التنسيق المحلية في بيروت وهو عضو بالمجلس الوطني السوري المعارض ان مقتل القذافي انعكس ايجابيا على المحتجين في سوريا حيث اعطاهم المزيد من الثقة في ان كفاحهم سيقود في نهاية المطاف إلى النتائج التي يتوقعونها وأضاف ان معاناة الشعبين السوري والليبي واحده وان النظامين متشابهان وكانا يساعدان بعضهما بعضا.
وقال ناشطون ومقيمون ان السلطات السورية كثفت اجراءاتها الأمنية في عدة مدن وبلدات منها ضواحي دمشق وتلبيسة قرب حمص وقال نشط في ضاحية سقبا بدمشق "(ثمة) وجود امني لم يسبق له مثيل اليوم مع انتشار القناصة فوق الابنية واقامة حواجز على الطرق داخل الضاحية واندلعت مظاهرات أيضا في المناطق الكردية العرقية وهي القامشلي والدرباسية وماليكا وعامودا.
وفي بلدة الحولة بشمال غرب حمص لوح عدة آلاف بالأعلام السورية التي تعود إلى فترة ما قبل تولي حزب البعث الحاكم في انقلاب قبل 48 عاما وظهر قرويون في لقطات فيديو وهم يحملون لافتات ويرددون هتافات موجهة إلى الأسد يقولون فيها ان وقت الاسد قد حان.
وقال ناشطون محليون ان مظاهرات اندلعت أيضا في حمص التي تقع على بعد 140 كيلومترا شمالي دمشق حيث قتل ثلاثة أفراد من عائلة واحدة بالرصاص عند حاجز للجيش بحي باب السباع بينما كانوا في طريقهم للصلاة.
وتقول السلطات السورية انها تقاتل "مجموعات ارهابية مسلحة" في حمص وان هذه المجموعات تقتل مدنيين وشخصيات بارزة وجنودا. وحظرت السلطات معظم وسائل الاعلام الأجنبية مما يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض.
وتقول السلطات ان 1100 على الاقل من أفراد الجيش والشرطة قتلوا. وتقول الاممالمتحدة ان حملة الأسد ضد المحتجين اسفرت عن مقتل 3000 شخص بينهم 187 طفلا.
ورد الأسد على الاحتجاجات بوعود باجراء اصلاحات. وتصف المعارضة الوعود بانها جوفاء لانه ارسل ايضا جنودا ودبابات إلى المدن والبلدات لقمع الاضطرابات لكن الاحتجاجات تواصلت وان كانت بأعداد منخفضة في حين اصبح الاف الجنود من صفوف الغالبية السنية يمثلون تحديا لحكمه.
وأعلن عدة ضباط في الاونة الاخيرة انشقاقهم رغم ان معظم المنشقين من المجندين السنة الذين عادة ما يحرسون حواجز الطرق ويشكلون الطبقة الخارجية من الجيش والشرطة السرية الذين يطوقون المدن والبلدات المضطربة ويتألف سلاح الضباط بالجيش السوري في الاغلب من افراد من الطائفة العلوية التي تمثل الأقلية وينتمي إليها الأسد.