الذين يريدون أن تشيع الفتنة بين المصريين معروفون.. لا يحتاجون منا عناء البحث عنهم.. فهم أرباب سوابق فى هذا النوع من الفتن.. فهم من أشعلوا احداث اطفيح والقديسين (بعد الثورة وما قبلها).. وأيديهم ملطخة بدماء الأقباط (مسلمين ومسيحيين) فكل مصرى قبطى سواء كان (مسلما او مسيحيا).. والمشكلة أن هؤلاء مازالوا أحرارا يتحركون فى السر والعلن.. يمشون فى الأرض ويسعون فى خرابها.. يريدون ان يحولوا مصر إلى سودان أخرى مقسم بين شمال وجنوب.. يستهدفون الأمن القومى ويعملون على تدمير اقتصاد الوطن.. هؤلاء ادوات النظام السابق الذى قطع رأسه وما زال جسده يتحكم فى البلاد حتى الآن من خلال فلول أمن الدولة والبلطجية والمندسين.. وهذا يقينى الراسخ بما يدور حولنا ويحاك من خطط ومؤامرات منذ قيام الثورة وحتى الان، ولا اشك فيه ولو للحظة واحدة.. فهناك المئات إن لم يكن الآلاف من رجال ونساء استفادوا من النظام السابق ولا يتحملون فراقه ويعملون بكل ما لديهم من إمكانيات مستمدة من أموال رجال الأعمال الفاسدين وسكان طرة الحاليين للانقلاب على الثورة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد لإثبات أن نظامهم كان الافضل وأن مصر بدونهم ستكون «عراق» أخرى ويعتمدون فى ذلك على حشد من الاعلاميين المأجورين ورؤساء تحرير صحف سابقين تم طردهم من مؤسساتهم عقب الثورة للترويج والتمهيد لكل ما يجرى الآن. ان هؤلاء لا يتناهون عن منكر فعلوه ولا أظن انهم سيكتفون بما فعلوه بل يخططون لأحداث أخرى وعلى كل أجهزة الدولة بمن فيهم المجلس العسكرى نفسه أن يحتاط وأن يدرك تلك الحقيقة.. وأن يسارع فى التعامل مع اذيال النظام بكل حزم وقوة حتى لو كان باعتقالهم جميعا وتطبيق قانون الغدر السياسى بأسرع وقت ممكن إلى جانب ضرب (الآلة الإعلامية الفاسدة للنظام السابق) والمنتشرة فى كل القنوات الخاصة (إلا قليلا منها) بجانب بعض الصحف والمواقع الإلكترونية التى تمثل خطرا حقيقيا على امن الوطن والمواطن خاصة وان اصحابها معروفون بالاسم بل ويجاهرون دون خجل بأنهم من اعوان النظام الساقط.
هؤلاء جميعا يتحركون فى اتجاه واحد ويمثلون اداة اخرى لتعكير صفو الانتخابات البرلمانية المقبلة فى ظل وجود مئات من اعضاء الحزب المنحل بين المرشحين ومن خلال تيارات سياسية مجهولة الهوية واحزاب اخرى كبيرة وصغيرة على حد سواء ولا شك فى انهم سينفقون الغالى والنفيس من اجل الحصول على مقاعد فى البرلمان والحصول على حصانة تحميهم من الملاحقة القانونية فى المستقبل إلى جانب انهم يخططون لعقد التحالفات السرية لبناء نظام آخر لا يقل فسادا عن النظام السابق مستغلين ترهل القوى السياسية الاخرى وانشقاقاتها وانسحاباتها من التحالفات الوطنية وصراعها غير المبرر على السلطة.
أما الدور الأهم فيقع على عاتق مجلس الوزراء أو ما يسمى بالحكومة الانتقالية التى لابد لها أن تنشغل بما هو أهم فى هذه الأيام وتعمل على تهيئة المجتمع لحياة كريمة بلا فوارق اجتماعية أو دينية وعليها أن تسارع فى حل مشكلاتنا وألا تتركها كى تتفاقم.. فالمجال الآن يتسع لصدور قوانين حاسمة تلزم الجميع ومن يخرج عليها يتحمل وزر ما فعل.
وأخيرا يبقى دور المواطنين من النخبة والبسطاء.. وعليهم جميعا ان يكونوا اكثر وعيا ودراية بما يجرى وان يفرقوا بين العدو والحبيب والا ينساقوا وراء دعاة العصبية والعنصرية ممن لايريدون الخير لنا وهدفهم الحقيقى زرع فتيل الفتنة بين الحين والاخر. فهم من كانوا يحملون (السلاح وانابيب البوتاجاز وزجاجات المولوتوف) وهم من اشعلوا احداث ماسبيرو وافتعلوا ازمة مع جيش مصر العظيم وقتلوا جنوده.. وهم الان من يروجون لتدويل القضية والتهديد باللجوء إلى القضاء العالمى كوسيلة ضغط على لجنة تقصى الحقائق وهو اسلوب مكشوف هدفه الاستقواء بالخارج وممارسة الضغوط على الوطن تحت وطأة الازمات الاقتصادية والاجتماعية.. هؤلاء لايستحقون ان يكونوا مصريين.. هم العدو فاحذرهم.. وقاتلهم الله أنى يؤفكون.