زوار من مختلف أنحاء المعمورة يحضرون إلى مدينة قرطبة الأسبانية لمشاهدة كاتدرائيتها الشهيرة التي شيدت كمسجد خلال فترة الحكم الإسلامي لأسبانيا الذي استمر لقرون. وعلى مقربة من هذا الأثر الهام، أفتتح مركز ثقافي جديد هو "البيت العربي" ليصبح -كما يقول مؤسسوه- مركزا هاما للتبادل الثقافي بين العالم الإسلامي والأسبان.
وقالت خيما مارتين مونيوث مديرة البيت العربي في قرطبة "هنا في البيت العربي نعمل أيضا ودائما مع الممثلين العرب على مستوى السياسيين، وعلى مستوى الصحفيين. وأيضا أنا عندي إهتمام كبير بالعمل مع الشباب الفنان والمفكرين العرب، وننظم مؤتمرات وننظم حوار بين الشباب و بين المفكرين، و بين الممثلين العرب والأسبان هنا في البيت العربي للمعرفة وللحوار بيننا وبين العرب".
ويقدر عدد المسلمين في أسبانيا حاليا بما يزيد على مليون شخص من بين سكان البلاد الذين يقدر عددهم بنحو 44 مليون نسمة. وأكدت مونيوث أيضا أن البيت العربي سيضطلع كذلك بدور في التغلب على الصور النمطية ويذكي التسامح الثقافي.
وكاتدرائية قرطبة التي تعرف أيضا باسم الكاتدرائية المسجد لا تزال نقطة خلاف مع المسلمين الذين يناشدون البابا منذ أمد ليسمح لهم بالصلاة فيها.
ويوجد في قرطبة بضعة مساجد أخرى أصغر يصلي فيها المسلمون. إلا أن المسلمين القادمين من الخارج الذين يزورون قرطبة هم الذين يرغبون في الصلاة بكاتدرائية قرطبة والذين يمنعهم عادة حراس الأمن من الصلاة داخلها.
ويقول مسلم كان عضوا في برلمان قطالونيا إنه يرى أن الكاتدرائية يتعين فتحها لأتباع المسيحية والاسلام.
وبنيت كاتدرائية قرطبة كمسجد حين كانت معظم اسبانيا تخضع للحكم الاسلامي قبل سقوطه وخروج المسلمين منها عام 1492 بعد نحو 800 عام من وجودهم بها.