صرح المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس الجمعة، أنه سيعلن تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام القليلة القادمة، ما يشير إلى حدوث انفراجة في الجهود التي لم تكن مثمرة من قبل لتشكيل حكومة أكثر تمثيلا لقيادة الدولة التي مزقتها الحرب. وقال عبد الحفيظ غوقة، المتحدث باسم المجلس: إنه قد "تم الاتفاق على عدد من الوزارات وعلى من سيشغل الوزارات الأكثر أهمية"، مضيفا، أنها ستضم "22 وزيرا ونائبا لرئيس الوزراء"، واصفا إياها بأنها حكومة أزمات.
وأعلنت قوات المجلس الوطني الانتقالي أنها قد ضيقت الخناق على بلدات جنوبية في الصحراء كانت موالية للزعيم المخلوع معمر القذافي، لكن هذا التقدم خيمت عليه ظلال محاولات لم تكلل بالنجاح للسيطرة على معقلين متبقيين مواليين للقذافي.
ولم يتضح بعد ما إذا كان المجلس الوطني الانتقالي، الذي ما زال يتخذ من مدينة بنغازي بشرق ليبيا مقرا له، يستطيع توحيد بلد مقسم على أساس قبلي وإقليمي.
ويعد استئناف ضخ النفط الذي يعتمد عليه الاقتصاد الليبي السبيل لبناء مصداقية المجلس الوطني الانتقالي وكسب مزيد من الأموال التي يحتاجها لبناء دولة جديدة بعد 42 عاما من حكم الفرد الواحد.
وتعززت تلك الجهود، أمس الجمعة، عندما أعلنت شركة توتال الفرنسية أن الإنتاج في حقل الجرف البحري في ليبيا بدأ من جديد، وأنه من المرجح أن تستأنف شحنات النفط الخام في غضون أسبوعين، قائلة، إنها "ما زالت بحاجة لإجراء فحص مفصل لمواقعها البرية قبل أن تصبح في موقف يسمح لها بإعلان موعد استئناف الإنتاج".
وقال أحد النازحين من سرت: إن الموالين للقذافي لا يريدون أن يغادر الناس المدينة، يريدون أن يستخدمونا كدروع بشرية"، وقال قائد عسكري من المجلس الوطني الانتقالي: إن المدنيين الذين ما زالوا في المدينة يمثلون العقبة الرئيسية.
وظلت قوات موالية للقذافي، حتى يوم الخميس الماضي، تسيطر على بعض أجزاء من سبها القاعدة التقليدية للقبيلة التي ينتمي إليها القذافي والواقعة على بعد 800 كيلو متر جنوبي طرابلس، بعدما فقدت السيطرة على العاصمة ومعظم مناطق ليبيا الشهر الماضي. ا وقال أحمد باني، المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي، للصحفيين في العاصمة طرابلس: إن "الثوار يسيطرون على مدينة سبها 100%، ولكن هناك بعض جيوب المقاومة من القناصة".
وأضاف، أن "مقاومة القوات الموالية للقذافي يائسة، لأنها تعرف جيدا أنها سترفع راية الاستسلام في نهاية الأمر، أو أنها ستلاقي حتفها وأنهم يقاتلون دفاعا عن أنفسهم وليس دفاعا عن الطاغية"، وذكر باني أن ملاحقة القذافي المختبئ منذ أسابيع تقترب من نهايتها.
ويصدر القذافي من وقت لآخر رسائل صوتية متحدية من مخبئه، وقال باني: إن المجلس الانتقالي يبذل قصارى جهده في البحث عن القذافي، وأن هناك أنباء تفيد أنه فر من سبها إلى مكان آخر ولكن لا يمكن تأكيد ذلك.
وبثت قناة الرأي رسالة صوتية من عائشة ابنة القذافي، أمس الجمعة، وكانت تلك أول مرة تتحدث فيها عائشة علانية منذ فرارها إلى المنفى في الجزائر الشهر الماضي مع اثنين من أبناء القذافي، قائلة: إن "القذافي بخير وأن معنوياته مرتفعة ويحمل سلاحه ويقاتل إلى جانب أبنائه على الجبهات".
وفي حالة عدم استطاعة المجلس الوطني الانتقالي السيطرة السريعة على البلاد وعلى قواته، فإن هذا من شأنه أن يحرج زعماء غربيين، خاصة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، واللذين جازفا بقيادة الحملة الرامية للإطاحة بالقذافي.
وقال المجلس الوطني الانتقالي، الأسبوع الماضي، إنه لن ينتقل إلى طرابلس إلا بعد أن تبسط قواته سيطرتها الكاملة على الأراضي الليبية في تناقض لتعهد سابق بنقل الحكومة الانتقالية إلى العاصمة بحلول منتصف سبتمبر.
وقال عبد الحفيظ غوقة، المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي: إن اكتمال التحرير سيعلن عندما تسيطر قوات المجلس على سرت وبني وليد وعلى جميع المعابر الحدودية.