على غير عادة المسلسلات الصعيدية، خرج مسلسل «وادى الملوك» عن المعتاد بشخصيات نسائية هن نجية وعائشة وصبح غير عادية، فهن يتمتعن بالقيادة وهن محور الأحداث التى تبدأ منهن وتنتهى لأجلهن، فالأولى ذات الشخصية القيادية التى فعلت ما لا يفعله الرجال، والثانية تمتلك أموالا لا حصر لها تؤدى إلى غضب ابن عمها دياب، والثالثة تلك المرأة الداهية التى تخطط وتدبر لتأخذ حقها وحق أمها.. ثلاث شخصيات نسائية يحدثنا عنهن السيناريست محمد الحفناوى. فى البداية يقول الحفناوى «شخصيتا نجية وصبح اللتان تجسدهما سمية الخشاب وصابرين لا وجود لهما فى رواية (يوم غائم فى البر الغربى) ولكنى خلقتهما فى السيناريو حتى يتواجد العنصر الذى يؤدى إلى تصاعد الأحداث، وأحب أن أوضح لك أننى جعلت شخصيات النساء قيادية فى ذلك العمل لأنه لا يوجد الرجل الذى يدافع عنهن فقد قتل محمد زوج نجية وتوفى أبوالعلا ولم يتبق رجل واحد تحت دائرة الظلم، وهو ما جعلهن أمام الأمر الواقع الذى فرض عليهن التدبير والانتقام لكى يحموا أنفسهن من سطوة ابن عمهن دياب الذى يرغب فى اغتصابهن جسديا وماديا واجتماعيا، بالإضافة إلى أنهما تربتا فى كنف عمهما كبير قرية السناطوة وبالتالى يتمتعن بشخصيات قيادية قادرة على تحريك الأمور، وبالنسبة لصبح الحلبية فهى تريد الانتقام من دياب لأنها أيضا لا يوجد لديها الرجل الذى يفعل كل هذا بالنيابة عنها فضلا عن ذكائها. وبناء على ذلك نجد أن الدافع قد وجد وهنا تظهر القوة النسائية الكامنة». وعن المبالغة فى أنه كيف تضحى نجية كل تلك التضحية من أجل أختها عائشة، أكد الحفناوى أن تلك التيمة غريبة بالفعل ولكنه قصدها لأسباب متعددة «أحب أن أوضح لك أمرا وهو أنه فى الرواية كانت الأم هى من تضحى من أجل ابنتها، ولكنى حولتها لأخت فى شخص نجية لأن تيمة الأم التى تضحى متوقعة ومكررة أما الأخت التى تضحى لأجل أختها فهذا غريب بعض الشىء ويحتوى على بعض الإغراء الدرامى، كما أن الحبكة الجديدة للمسلسل تستلزم وجود الأختين فى موازاة صبح الحلبية»، مشيرا إلى أن قيامه بذلك التغيير لم يكن سببه اعتراض سمية الخشاب على ظهورها كأم فى المسلسل. كاشفا أنه لم يأخذ الرواية كما هى بل قام بالعمل عليها بمنطق «العمل الموازى لروح النص الأصلى»، ومؤكدا أن نجية ستضحى بالكثير من أجل أختها للدرجة التى جعلتها تبيع كل شىء تملكه لعائشة.