حينما يعطيك "عجز" القيادة السياسية في بلدك احساساُ بالخزي والعار في ظل فرحنا بانتصارات رمضان-أكتوبر 1973 على إسرائيل.. حينما يصل العجز السياسي إلى عدم القدرة حتى على رد فعل ضئيل.. حينما يكون أقصى تطلعك إلى بيان.. مجرد بيان.. يحفظ لك ماء وجهك.. حينما يأتي كل هذا بعدما وصلنا لقمة هرم الاحتجاج السياسي والتعبير الانساني الحضاري وكل هذه الدماء التي هدرت والارواح التي زهقت يا ثورة مصر.. يا مصر.. لكي الله وحسبنا الله ونعم الوكيل أقولها وإني صائم.. أما غداً (فعلينا العُدة و علينا الثأر بأيدينا ليس بأعداء وطننا حاملي جنسيته أو أي ديوث كان) وامِصراه .. فأنا أشعر بعار مخزي حيث لم أعش اجواء الخامس من يونيو 1967 ونحن المنتصرين الجبابرة ثم تأتينا الأنباء من الاعلام الأجنبي تشير للهزيمة المشينة، لا يوجد خبر ولا نعرف شئ، كل السعي والبحث عن أخبار مصادرها الأعلام الإسرائيلي والغربي وعلينا أن نقول آمين وفي الوقت الذي تكون فيه القيادة السياسية لمصر قادرة على أن تنفي يوماُ عدم ذهاب رئيس الأركان إلى سيناء ومرة أخرى في طلبها تعويضات مادية لجنود قتلوا - مجرد أموال.. تُرى بكم أصبح الكيلو من لحم المصري محلياُ أو عالمياُ؟ وهل يوجد اختلاف كبير عما كان سعره في الثورة وبعدها - مجرد شهور لكن أظن أنها السلعة الوحيدة عالمياً صاحبة السعر الضئيل الثابت- بكم بالله عليكم هل من أحد يجيبني؟ أي رجال أنتم وأي رجال نحن وأي دم يجري في عروقنا.. عشنا وشبنا في هذا الوطن على دم حُر.. رُبينا على الكرامة والعزة.. ولم بعد كل هذه المعانة.. تصرون بكوننا عبيد.. إن والله الذي خلقنا أحراراً والذي غيرنا ما بأنفسنا حتى يزيح الظلم عنا وقد كان ونعلم أن بيننا فاسد أو طامع أو ديوث.. لكن وأن يصيبنا أو بالأحرى يصيبكم العجز في ذكرى أيام انتصار رمضان.. نحن لا نريد الحرب وليست مبتغانا.. ومن قال أن الكرامة والعزة تُصنع فقط بنصر الحروب؟ يا أردوغان، كفاك إحراجاً لنا بمواقفك هذه.. ألا يكفيك إنك في الصومال الآن.. ولتقُل لشافيز.. كفى بأبناء العرب أن لهم حقاُ في أن يروا زعيماُ أو رئيساُ منهم مصدراً لعزتهم وفخرهم و لتخبره عن ثوراتهم العربية التي قد ارتوت بدماء شهدائهم وجرحاهم.. ثورات العزة العظيمة.. لم يرى العالم قط مثلها.. نصنع تاريخاُ، ونصنع حضارة يقتبسها الأعداء ليتحول من تمت تربيته عقائدياً على كراهية العرب إلى مُقلداً للعرب.. أي جبل أنتم الشباب أبناء العرب؟ اننا لنرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وعلى الشرفاء أن يعوا جيداُ ما يريدون.. حتى يحققوا ما يعوا.. وأن يزيحوا ويحجموا كل فاسد.. أو منتفع.. أو ديوث كان.. بأيدينا.. وقبلها بعقولنا المصرية !