سادت حالة من الغضب الشديد مختلف الدوائر الشعبية والرسمية فى مصر بعد استشهاد 4 مصريين بنيران إسرائيلية على الحدود. وتقدمت مصر باحتجاج لدى إسرائيل على استشهاد الجنود. فقد أعلن مجلس الوزراء عن عقد اجتماع وزارى مصغر، مساء أمس لم يكن قد بدأ حين مثول الجريدة للطبع عصر أمس، يحضره ممثلون عن وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات العامة، ووزراء الصحة والتعاون الدولى والخارجية، لبحث تطورات الأوضاع. فى الوقت نفسه، كشف مصدر أمنى رفيع المستوى، عن انتقال رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق سامى عنان، إلى المنطقة الحدودية الشرقية، على رأس فريق تحقيق عسكرى، لمعرفة ملابسات استشهاد ضابط و3 جنود من قوات الأمن المركزى وإصابة اثنين آخرين. كان محيط العلامة الحدودية رقم 79، شهد استشهاد النقيب شرطة أحمد جلال والجنديين أسامة جلال إمام، وطه محمد إبراهيم فيما أصيب المجند أحمد أبوعيسى، برصاصة فى الكتف، بنيران إسرائيلية. المصدر الأمنى، الذى اشترط عدم كشف هويته، قال ل«الشروق»: إن لجنة التحقيق التى يرأسها رئيس الأركان مهمتها الأساسية «تحديد المكان الذى استشهد فيه الجنود المصريون، وموقعه من العلامة الدولية، لمعرفة مدى وجود التجاوز من قبل القوات الإسرائيلية»، كما سيتم التحقيق أيضا فى ملابسات العملية المسلحة التى استهدفت حافلتين إسرائيليتين أمس الأول وأسفرت عن مقتل 8 إسرائيليين. وقال المصدر نفسه: «لازم نعرف إيه اللى حصل.. وعملية القتل حدثت عند أى نقطة كى نستطيع اتخاذ رد الفعل المناسب لما حدث، ولن نقبل بأى عروض من الجانب الإسرائيلى بالمساعدة فى تأمين الحدود مع قطاع غزة بدعوى أن مصر لا تحكم سيطرتها عليها». وفى إطار ردود الأفعال الشعبية تجاه الاعتداءات الأخيرة نظم مئات المواطنين تظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية عقب صلاة جمعة أمس، مطالبين برحيل السفير الإسرائيلى، وداعين الجيش إلى الرد بقوة. بينما نظم العشرات تظاهرة أمام مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، رددوا خلالها هتافات ضد إسرائيل، وهتافات أخرى مؤيدة للجيش المصرى، وهو ما تكرر فى غالبية لمحافظات، حيث أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء، عقب أدائهم صلاة الجمعة. وندد 4 من مرشحى الانتخابات الرئاسية المقبلة بالاعتداءات، مطالبين برد فعل قوى وحاسم، ومنادين ب«الثأر». فى سياق متصل، ذكرت مصادر مطلعة أن قيادات بارزة من القوات المسلحة «ستجتمع، اليوم (السبت) بشيوخ قبائل سيناء»، وأن اللقاء «سيعقد فى نادى ضباط القوات المسلحة بمدينة العريش، ويأتى لبحث تطورات الأوضاع فى سيناء». على صعيد أمنى آخر، قالت مصادر أمنية فى شمال سيناء إن سبعة حواجز أمنية مشتركة للقوات المسلحة والشرطة «تعرضت لهجوم بالرصاص من قبل مسلحين»، رجحت أنهم من «المطلوبين الذين تلاحقهم الأجهزة الأمنية المشتركة منذ يوم الاثنين الماضى، للاشتباه فى تورطهم فى الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش وتنفيذ هجمات على خط تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل». وكان أكثر الاشتباكات حدة بحسب شهود عيان أمام حاجز القوات المسلحة والشرطة بمنطقة الريسة عند مدخل العريش الشرقى على الطريق الدولى، والذى تعرض لإطلاق الرصاص من قبل مسلحين كانوا يستقلون دراجتين ناريتين، قبل أن يفروا هاربين.