لم يكن قرار رومان أبراموفيتش الملياردير الروسي ومالك نادي تشيلسي الإنجليزي باختيار المدرب الإيطالي كارلو أنشيللوتي المدير الفني السابق لفريق إيه.سي. ميلان لتولي مهمة تدريب "الزرق" خلفاً للهولندي جوس هيدينيك سوى اختيار محسوب ودقيق من جانب الملياردير الروسي بهدف وجود "مدرب مطيع" يتحمل تدخلاته الفنية في شئون الفريق والتي ستصل إلى ذورتها خلال الموسم الماضي حسبما ذكر تقرير لصحيفة "ديلي ستار" البريطانية. ففي تقريرها ، تساءلت الصحيفة البريطانية عن السبب الرئيسي الذي اختار من أجله أبراموفيتش للمدرب الإيطالي دون غيره ، رغم أنه كان يستطيع بأمواله التعاقد مع أسماء أخرى أفضل منه ، وصلت إلى نتيجة واحدة وهي أن أنشيللوتي يعتبر بالنسبة لباقي المدربين المعروفين أنه "مدرب مطيع" اعتاد على تدخلات الإدارة في عمله منذ أن كان في ميلان مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي تردد أنه هو الذي يضع تشكيلة ميلان عادة في المباريات! وصفت صحيفة ديلي ستار أنشيللوتي بأنه حقق نتائج متواضعة مع ميلان في الموسم المنتهي ، وحل في المركز الثالث بعد إنتر ميلان ويوفنتوس ، وهو ما يعني أنه ليس المدرب الكفء الذي يمكن أن يتولى تدريب ناد كبير مليء بالنجوم مثل تشيلسي ، وأشارت الصحيفة في الوقت نفسه إلى أن أنشيللوتي سبق أن واجه اتهامات ساخرة من البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق الإنتر خلال الموسم عندما قال مورينيو عن نفسه إنه "مدرب له كرامة ولا يتلقى التعليمات من رؤسائه" في إشارة واضحة إلى أنشيللوتي! وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار أبراموفيتش لأنشيللوتي له مغزى آخر غير الخلفية التدريبية للمدرب الإيطالي وخبرته في عالم التدريب والتي بدأها عام 1995 عندما تولى تدريب فريق ريجيينا الإيطالي , ومن بعده انتقل عام 1996 إلى تدريب فريق بارما لمدة موسمين , ومنه تولى تدريب يوفنتوس في الفترة من عام 1999 وحتى 2001 , ودرب الميلان بعد ذلك من 2001 وحتى نهاية موسم 2008-2009 , وحقق خلال مسيرته التدريبية العديد من الألقاب , جاءت كلها مع الميلان , حيث حصد كأس إيطاليا موسم 2002-2003 , ولقب الدوري الإيطالي موسم 2003-2004 وبطولة كأس السوبر الإيطالي عام 2004 , ودوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2003 و2007 , وكأس السوبر الأوروبي عامي 2003 و2007 أيضاً , وأخيراً الفوز بكأس العالم للأندية عام 2007. والمغزى الآخر – بحسب قول الصحيفة - هو رغبة أبراموفيتش في تولى مقاليد الحكم في فريق كرة القدم ابتداء من الموسم المقبل ، أو بمعنى آخر السيطرة على الفريق ككل ، والتحكم في قرار الصفقات التي سيبرمها الفريق خلال موسم الانتقالات الصيفي الجاري ، بالإضافة إلى موسم الانتقالات الشتوية في يناير 2010 ، وكذلك اختيار تشكيلة الفريق ، واستبعاد أي لاعب لا يرغب أبراموفيتش في تواجده مع الفريق! وأضافت الصحيفة البريطانية أن أبراموفيتش يسعى بهذه السياسة الجديدة – من وجهة نظره بالطبع - إلى إعادة تشيلسي إلى منصات التتويج بالبطولات من جديد بعد فترة استحوذ فيها النادي الأزرق على نصيب الأسد من البطولات في إنجلترا خلال موسمي 2004 و2005 ، وعلى وجه الخصوص تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو , قبل أن يرحل عن الفريق وترحل معه البطولات. وأشارت "ديلي ستار" إلى أن أبرز الصفقات التي يسعى أبراموفيتش إلى إتمامها خلال موسم الانتقالات الصيفية لتدعيم صفوف الفريق هي : الفرنسي فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ الألماني وديفيد بيا مهاجم فالنسيا الإسباني والأرجنتيني سيرجو أجويرو لاعب أتليتيكو مدريد الإسباني ، والإسباني شابي ألونسو لاعب ليفربول الإنجليزي , وهي صفقات رائعة ولكنه لم يأخذ فيها رأي أحد حتى الآن بمن فيهم أنشيللوتي! ومن جانبه ، أكد أنشيللوتي في تصريحاته لوسائل الإعلام البريطانية فور وصوله إلى إنجلترا لتسلم مهام منصبه الجديد أنه يسعى إلى بناء "فريق الأحلام" مع تشيلسي ، وقال : "أسعى إلى استخدام كل خبراتي وتوظيفها لتحقيق نجاحات توزاي نجاحات مورينيو مع الفريق ، وأنا أعلم الكثير عن الكرة الإنجليزية وعن تشيلسي .. هذا الفريق الكبير". وأضاف المدرب الإيطالي : "سوف أكون قريباً من اللاعبين , وسأعمل على خلق روح العمل الجماعي لدى الجميع , فأنا أرغب في تكوين فريق الأحلام مع تشيلسي لنحقق الأمجاد والبطولات سوياً"!