«كل ما نقوم بتمويله من دعم هنا يتم نشره، ويمكن زيارة الموقع الخاص بوفد المفوضية الأوروبية فى مصر، حيث ننشر عليه كل الأموال التى تنفق هنا فى أى خدمات، كل شىء موجود ويمكن الوصول له بسهولة». هكذا رد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبى لدول جنوب المتوسط، برناردينو ليون، على سؤال عن الاتهامات الموجهة لعدد من منظمات المجتمع المدنى المصرية بشأن تلقيها تمويلا من دول أجنبية، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبى يتبع الشفافية الكاملة فى هذه الأمور. وقال ليون، خلال مؤتمر صحفى أمس على هامش زيارته للقاهرة، «أنا على يقين أنه تمويل شرعى، فالاتحاد الأوروبى لا يمكن أن يقدم تمويلا غير شرعى، من المستحيل أن نفكر فى القيام بشىء غير قانونى»، مضيفا أن الشروط الخاصة باتخاذ مثل هذا القرار عامة ومعروفة، وأن الاتحاد الأوروبى لا يتشاور فقط مع الحكومة المصرية فى هذا الشأن «لكن الجميع يعرف الشروط وقدر التمويل»، على حد قوله. وردا على سؤال ل«الشروق» حول رد فعل الاتحاد الأوروبى بعد مليونية الجمعة 29 يوليو التى شهدت ظهورا مكثفا للسلفيين، قال المسئول الأوروبى «يمكننا أن نفرق بين الحركات المختلفة والأحزاب المختلفة والرسائل المختلفة فى هذا العالم أو داخل مصر»، مؤكدا أن ما رأوه من مظاهرات السلفيين «لا يقدم أى ارتباك على الإطلاق ولا يوجد قلق من سيطرة السلفيين على الحكم ولا صلة لهذا بالأجندة الخاصة بنا»، موضحا أن الاتحاد الأوروبى يدرك أن السلفيين لهم رؤية مختلفة عن الحياة السياسية واليومية. وأضاف أنه التقى خلال زيارته برئيس حزب الحرية والعدالة، الدكتور محمد مرسى، ولمس خلال اللقاء أنهم «يريدون القيام بدور بناء فى المجتمع من أجل ديمقراطية حقيقية فى مصر الجديدة»، مضيفا أن هناك حركات أخرى لكن الاتحاد الأوروبى مقتنع أنهم يمثلون أقلية صغيرة فى مصر. والتقى ليون خلال زيارته بنائبى رئيس الوزراء، دكتور على السلمى، ودكتور حازم الببلاوى، ووزراء الخارجية، والداخلية، والعدل، بالإضافة إلى مرشح الرئاسة المحتمل، عمرو موسى، وممثلين عن أحزاب سياسية تشمل الحرية والعدالة، والوفد، والعدل، والإصلاح والجبهة الديمقراطية. وعن رأى الاتحاد الأوروبى فى رفض مصر الرقابة الدولية على الانتخابات البرلمانية المقبلة، أكد ليون أن الاتحاد الأوروبى يحترم رغبات الحكومة المصرية واللاعبين السياسيين، قائلا: «هذا موضوع داخلى وقضية داخلية مصرية والاتحاد الأوروبى لا يريد التدخل فى أى قضية داخلية.. ونحن نثق بشكل كامل فى الحكومة المصرية وقدرتها وقدرة المجتمع على إدارة الانتخابات بكفاءة تامة، ونحن مستعدون لتقديم كل الدعم والمساعدة فى أى وقت ونتقبل ونفهم ونحترم قرار الحكومة المصرية». وعن قرار الاتحاد الأوروبى وقف استيراد البذور المصرية، بعد اتهامات بتسببها فى مرض الإيكولاى، أوضح ليون أن هذا القرار أصدرته هيئة الأغذية الأوروبية، وهى هيئة مستقلة لا يمكن القيام بأى شىء حيال قراراتها، ولابد من احترامها، مؤكدا إدراكه لمدى إضرار مثل هذا القرار بموردى ومصدرى الحبوب والبذور «لكن بالطبع هناك مشاورات بين الاتحاد الأوروبى ومصر، وسنحاول تسريع إعادة فتح السوق الأوروبية للبذور المصرية، بل مزيد من الانفتاح للمنتجات المصرية».