فى لهجة هادئة ظهرت لأول مرة عقب حضوره اجتماعات وزراء حوض النيل، تحدث وزير الرى السودانى، كمال على، ل«الشروق»، مؤكدا إمكانية التوصل إلى إعادة الحوار البناء بين دول المنابع والمصب لإيجاد طرق بديلة لحل النزاع والخلاف القائم حول الاتفاقية الإطارية. وقال «على» عقب الجلسة المغلقة لوزراء دول حوض النيل فى نيروبى أمس الأول، إن السودان حرص على حضور هذا الاجتماع بقلب وعقل مفتوحين للتعجيل بالتعاون بين دول حوض النيل، لأنه أصبح الخيار الاستراتيجى الوحيد أمام كل دول الحوض. ورفض «على» الإفصاح عن أى قرار جديد للسودان بشأن مبادرة حوض النيل، قائلا إنهم ينتظرون ما سيحدث فى الاجتماع الاستثنائى فى كيجالى عاصمة رواندا والمقرر عقده فى أكتوبر المقبل، لكنه أكد أن لهجة دول المنابع كانت هادئة إلى حد كبير مقارنة بما كان يحدث من قبل. كانت 7 من دول منابع النيل قد اجتمعت لمدة ساعة بشكل منفرد قبيل الجلسة المغلقة لوزراء دول حوض النيل فى اجتماعهم التاسع عشر بنيروبى، وهو ما خلق نوعا من التوتر قبيل عقد المؤتمر بإمكانية انسحاب مصر والسودان كما حدث العام الماضى فى أديس أبابا، إلا أن ابتسامة هادئة اعتلت وجوه الوزراء عقب هذه الجلسة ليؤكدوا فى مؤتمر صحفى أعقبها حرصهم الكامل على استمرار التعاون بين دول المنابع والمصب. «السودان لديه خطة شاملة لاستغلال كامل حصته من مياه النيل، قد نكون تأخرنا فى استغلال كامل الحصة حيث يصل إجمالى ما يسحبه السودان من مياه النيل نحو 12 مليار متر مكعب، ونحن بصدد إقامة عدد من المشروعات لاستغلال كامل الحصة» هذا ما أكد عليه الوزير السودانى فى عدم تفريط السودان فى أى متر من حصته من مياه النيل. وقال «على»: «يا مصريين لا تخافوا من السودان على نصيبكم من المياه» معلقا على ما أثارته الصحف المصرية من إقامة السودان لسدود على نهر النيل قد تحجب المياه عن بحيرة السد العالى، مؤكدا أنه عندما تلقى اتصالا من وزير الرى المصرى السابق، حسين العطفى، بعد نشر هذه المعلومات قال «يا عطفى السد العالى عندكم يخزن 163 مليار متر مكعب، وهذه السدود لن تزيد السعة التخزينية لكل منها عن 3 مليارات، مؤكدا أن السودان يعطى مصر من خلال هيئة مياه النيل كل عام بيانا دقيقا بالحصة التى يسحبها من النيل. وعن كيفية تقاسم حصة السودان من مياه النيل بين الخرطوم وجوبا أكد «على» أن الخطة المائية للسودان المقررة منذ الستينيات وضعت فى اعتبارها حصة الجنوب من مياه النيل، من خلال إقامة مشروعات استقطاب الفواقد من النيل، ولكن تأخر تنفيذ معظم بل وأغلب هذه المشروعات نتيجة الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان، ويمكن لجوبا أن تأخذ حصتها من مياه النيل من خلال مشروعات محددة. وأكد «على» حرص الخرطوم الكامل على مساعدة جنوب السودان فى استغلال مياه النيل، مؤكدا ترحيبه بالتعاون الكامل مع الدولة الحديثة قائلا « أغلب العاملين فى وزارة الرى بالجنوب هم تلاميذى». ونفى «على» قيام أى مباحثات حديثة بشأن استئناف قناة جونجلى، مؤكدا أنه منذ توقف المشروع حتى الآن لم يحظ بأى نقاشات لاستكماله بعد الانتهاء من 70% من حفر القناة التى كانت ستوفر 10 مليارات متر مكعب إضافية لمصر والسودان، لافتا إلى أن ما سيحكم به التحكيم الدولى لصالح الشركة الفرنسية سيدفع مناصفة بين السودان ومصر لأنهما شريكان فى المشروع.