يؤدى اليوم المحافظون الجدد اليمين الدستورية أمام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى، طبقا لما كان مقررا منذ البداية دون تأجيل حسبما أكده وزير التنمية المحلية المستشار محمد عطية. وصرح عطية ل«الشروق» بأنه سيعقب أداء اليمين اجتماع للمحافظين لتلقى أهم التعليمات والتكليفات المباشرة لهم وعلى رأسها إلغاء التعاقدات مع شركات النظافة الأجنبية بمصر، لانها قصرت فى أداء مهامها لنظافة أحياء ومدن القاهرة مما ترتب عليه الإساءة إلى مصالح المواطن المصرى. وأوضح وزير التنمية المحلية أن المحافظين سيكلفون بعمل محاضر لكل الشركات الأجنبية لتبين ما حدث منها من تقصير تمهيدا لإلغاء التعاقد معها والاعتماد على القدرات المحلية ومنح الفرصة للشركات المصرية والشباب، كما سيتم دراسة إنشاء مصانع تدوير مخلفات صلبة. وفى سياق متصل ادت حركة المحافظين الجدد الى بعض الاعتراضات من قبل الأهالى بمحافظات سوهاجوأسوان وكفر الشيخ التى وصلت إلى إقامة الخيام بميادين المحافظات احتجاجا على الإبقاء على محافظيها كما حدث بمحافظة أسوان بإعادة المعتصمين لخيامهم بميدان الشهداء اعتراضا على عدم تغيير محافظها اللواء مصطفى السيد الذى اتهمه البعض بانتمائه للحزب الوطنى وإجباره لموظفى المحافظة بإطلاق مظاهرات تأييد للرئيس السابق مبارك قبل تنحيه. ورد السيد ل«الشروق» بأن هناك قلة من المنتفعين وراء إطلاق تلك الشائعات، وهم الذين أصدر المحافظ ضدهم بعض المخالفات السابقة التى وصلت إلى مصادرة 2 مليون فدان منهم، معتبرا الاعتراضات نوعا من «تصفية الحسابات»، على حد وصفه. ومن جانبه أكد محافظ الشرقية عزازى على عزازى والذى شغل منصب رئيس تحرير جريدة الكرامة الناصرية أن عمله كمحافظ لن يشغله عن ممارسة العمل السياسى الذى عمل به طوال حياته، مشيرا إلى أنه سيظل مع جموع الشعب ولن يقيده منصبه الحالى بالتضامن مع مواقف الحكومة إذا كانت ضد الإرادة الشعبية «الذى ماتت إكلينيكيا لمدة 30 عامًا». وأكد عزازى أنه من أبناء المحافظة وعلى دراية بما يجرى بها بشكل كامل وستكون أول اهتماماته أوضاع الشرقية من الناحية الزراعية والصناعية حيث إنها من اكبر المحافظات التى تضم أراضى زراعية ومناطق صناعية، فضلا عن المرافق ومحاربة البطالة، مؤكدا «مكتبى سيكون فى الشارع.. ولن أستقبل المواطنين لأنهم هم الذين سيستقبلوننى». ومن جانبه أثنى وزير التنمية المحلية الأسبق اللواء مصطفى عبدالقادر على حركة المحافظين الجديدة مؤكدا أن رئيس الوزراء والمجلس العسكرى بذلا جهدا شديدا فيها. وأوضح الوزير الأسبق ل«الشروق» أن الحركة جمعت بين عدة عناصر مراعية طبيعة المحافظات ومطالب المواطنين كعودة اللواء عادل لبيب محافظا لقنا واختيار عناصر من الجيش للمحافظات الحدودية. وعن الاحتجاجات التى تشهدها بعض المحافظات حاليا نتيجة لعدم رضائها عن محافظيها قال عبدالقادر إن الحركة الجديدة شملت 11محافظا فقط لمحاولة الحكومة تحقيق المعادلة الصعبة التى تضم كلا من الكفاءة والرضاء الجماهيرى وليس للإبقاء على الأشخاص انفسهم إلى أن يتم تغيير قانون الإدارة المحلية ويصبح اختيار المحافظ بالانتخاب. وأبدى محافظ الغربية السابق اللواء محمد الفخرانى تعجبه ل«الشروق» عن استبعاده من الحركة الجديدة رغم رضاء الأهالى عنه وتمسكهم به لدرجة وصلت إلى تجمع عدد كبير منهم أمام مكتبه ومنعه من مغادرة المكتب. ومن جانبه ابدى رئيس وحدة دعم اللامركزية بجامعة القاهرة د. سمير عبدالوهاب عدة ملاحظات على حركة المحافظين الجدد من أهمها «عدم وجود رؤية محددة لدى الحكومة فى عملية اختيار المحافظين، حيث سبق الحركة تضارب فى الاراء والتصريحات التى من بينها ان الحركة ستشمل جميع المحافظين ثم فوجئنا بالابقاء على معظمهم رغم عدم رضاء الاهالى عنهم»، على حد قوله. وأوضح عبدالوهاب ل«الشروق» «التأخير فى إعلان الحركة والتخبطات التى شهدتها عملية الاختيار جاءت نتيجة عدم وجود صف تانى بالادارات المحلية تستطيع تحمل المسئولية وهو ما حرص عليه النظام السابق»، متابعا «الحركة تعكس عدم وجود آلية أو قاعدة بيانات للاشخاص التى من الممكن الاعتماد عليها فى تلك الاجواء التى كانت ستعمل على تسهيل عملية الاختيار». وأشار رئيس وحدة دعم اللامركزية الى أن الحركة تؤكد استمرارية الحكومة فى رؤيتها الامنية لمنصب المحافظ وهذا لا يتناسب مع دور المحافظ التنموى، حيث ان تلك الفترة تحتاج الى اشخاص قادرين على التفاعل مع المواطنين والوصول لهم.