صرح ناشط سوري اليوم الخميس إن قوات سورية قتلت 45 مدنيا على الأقل في هجوم بالدبابات للسيطرة على وسط مدينة حماة المحاصرة في تصعيد حاد لحملة تستهدف سحق انتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وفر آلاف المدنيين من المدينة وهي معقل للاحتجاجات تحاصرها قوات بالدبابات والأسلحة الثقيلة. وقال نشطون إنه تم قطع الكهرباء والاتصالات عن المدينة وقتل ما يصل إلى 130 شخصا في هجوم بدأه الجيش قبل أربعة أيام عندما أرسل الأسد قوات إلى حماة يوم الأحد. وردا على الهجمات المكثفة في حماة ومناطق سورية أخرى أدان مجلس الأمن الدولي استخدام القوة ضد المدنيين في أول رد ملموس على التوترات في سوريا والتي بدأت قبل خمسة شهور. وقال سكان في حماة إن الدبابات تقدمت تجاه ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة والتي شهدت بعضا من أكبر الاحتجاجات على الأسد. واعتلى القناصة أسطح المنازل وقلعة قريبة. وقال نشط تمكن من مغادرة المدينة لرويترز إن 40 شخصا قتلوا بنيران البنادق وقصف الدبابات في منطقة الحاضر أمس وفي وقت مبكر من اليوم. وأضاف الناشط الذي قال إن اسمه ثائر أن خمسة اشخاص اخرين من عائلتي فخري والاسعد -من بينهم طفلان- قتلوا بينما كانوا يحاولون مغادرة حماة بالسيارة على طريق الظاهرية. وحماة من مراكز الاحتجاج الرئيسية على حكم الأسد مما يعيد إلى الأذهان ذكريات عام 1982 عندما أرسل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار قوات لقمع احتجاجت للاسلاميين في المدينة مما أدى إلى مقتل الآلاف وتسوية مناطق كثيرة في حي الحاضر بالأرض. وتحركت الدبابات الأسبوع الماضي أيضا داخل مدينة دير الزور الشرقية وبلدة البوكمال على الحدود مع العراق. وشهدت البلدتان احتجاجات كبيرة تطالب بالديمقراطية في سوريا. وقال دبلوماسي في العاصمة السورية "تعتقد الأجهزة الأمنية أن بإمكانها إنهاء هذه الانتفاضة بالاعتماد على الخيار الأمني وقتل سوريين وفقا لما يرون أن الأمر يتطلبه." وأضاف "تطلق الدبابات نيرانها على المبان السكنية في حماة ودير الزور بعدما سمح لأسابيع بالاحتجاجات السلمية في المدينتين. وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الدبابات بهذه الوحشية الموجهة ". وتقول السلطات السورية إن الجيش دخل حماة لمواجهة جماعات مسلحة تحاول السيطرة على المدينة وأن مسلحين قتلوا ثمانية جنود على الاقل. ومن الصعب التحقق من الروايات المتناقضة للنشطاء ووسائل الاعلام الرسمية لان سوريا تمنع معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل فيها منذ بدء الاحتجاجات. وتقول جماعات معنية بالحقوق إن قطع الاتصالات مع المدينة المحاصرة يثير القلق. وهناك بعض التقارير التي تشير إلى قطع إمدادات المياة عن حماة. وقال نديم خوري وهو كبير باحثي شؤون سوريا ولبنان في منظمة هيومان رايتس ووتش ومقره بيروت إن حماة أصبحت مقطوعة عن العالم وأعرب عن قلقه. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 1500 أسرة تمكنت من الفرار من حماة خلال اليومين الماضيين وإن معظمها توجه إلى الشرق أو الغرب من المدينة المحاصرة. وقال نشطاء آخرون إن السلطات أغلقت الطريق الشمالي المؤدي إلى حلب وتركيا. وقال نشط على صلة بأسر فرت من حماة "نتحدث عن مئات الأسر التي تركت حماة منذ أمس على متن سيارات وشاحنات. "طريق حلب هو الأخطر ومعظم الشبيحة متمركزين هناك لمنع الحركة المؤدية إلى تركيا." وقال ساكن في حلب إن الشرطة ترد الأسر من حماة عند حواجز الطرق. وقال عبد الرحمن إن سبعة أشخاص آخرين قتلوا في أنحاء سوريا خلال احتجاجات أمس بينهم ثلاثة في محافظة درعا الجنوبية واثنان في حي الميدان بدمشق.