حاول نحو 200 محام، اليوم الثلاثاء، اقتحام مكتب المستشار السيد عبد العزيز عمر، رئيس محكمة استئناف القاهرة، بدار القضاء العالي احتجاجا على عدم منحهم تصاريح تمكنهم من الدخول وحضور محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، والمقرر أن تعقد غدا الأربعاء بأكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة. وتجمهر المحامون أمام مكتب المستشار عمر واحتشدوا في الرواق المؤدي إلى المكتب، وردد بعضهم هتافات عدائية ضد القضاء والقضاة وضد رئيس محكمة استئناف القاهرة بصورة شخصية، وتدافعوا على الأبواب المؤدية إلى مقر مكتبه محاولين اقتحامه أكثر من مرة، على نحو استدعى وضع حراسة من جنود الشرطة أمام المكتب لمنع حشود المحامين من اقتحامه ووقوع اعتداءات. وكان العديد من مقدمي طلبات حضور محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، قد احتاروا بين محكمة الاستئناف الكائنة بمبني دار القضاء العالي ومقر وزارة العدل، من أهالي الشهداء والمصابين والمحامين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة والحيرة تتملكهم، ولا أحد يفيدهم بشيء. والسؤال الذي كان يردده الجميع أين التصاريح، المحاكمة غدا؟ والجواب فاق كل الحدود والتوقعات، التصاريح ستستلموها غدا عند بوابة 8 بأكاديمية الشرطة والجميع في حيرة من أمره ولسان حالهم يقول "كيف لمحاكمة بهذا الحجم والخطورة، أن تزيد أعباؤها بهذه الطريقة؟ فهناك آلاف الطلبات التي قدمت للحصول علي التصاريح ومسموح حضور 600 فرد فقط، فكيف تجعل الآلاف يذهبون غدا لمقر المحاكمة لمعرفة ما إذا كانوا سيحصلون على إذن الدخول أم لا؟". ومنذ الصباح الباكر، توافد العديد من الأشخاص للحصول على تصاريحهم من محكمة الاستئناف، وأخبرهم مسؤولي المحكمة أن التصاريح ستعطي لهم في مقر وزارة العدل وتحديدا من خلال المستشار محمد منيع مساعد الوزير لشؤون المحاكم، وبعد شد وجذب ذهب البعض بالفعل لمقر الوزارة على أمل الحصول على صك حضور محاكمة الرئيس السابق. وبمجرد وصولهم للوزارة أخبرهم مكتب مساعد الوزير أن التصاريح سيأخذونها غدا من أمام بوابة 8 بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس وأصروا علي الدخول لمكتب مساعد وزير العدل لشئون المحاكم ولم يتم السماح لهم بذلك وقرروا الذهاب إلى مساعد أول الوزير والذي قام بدوره بالاتصال بالمستشار منيع وأخبرهم أن يصعدوا له مرة أخرى. وبعد صعودهم مرة أخرى لمكتبه، أخبرهم أنه غير مسؤول عن إعطاء التصاريح، وأكد الكلام السابق أن التصاريح ستكون غدا، مضيفا: ستأخذون تصاريحكم من البوابة، وسيقلكم أتوبيس خاص إلى قاعة المحاكمة، وبعد انتهاء المحاكمة سيعيدكم إلي البوابة وتسلمون التصاريح مرة أخرى، ومن لن يلتزم بذلك سيمنع من دخول المحاكمة والكشوف الخاصة بأسماء من ستصدر لهم التصاريح سأرسلها لمحكمة الاستئناف وتستطيعون معرفة أسمائكم من هناك. ورضخ بالفعل كل المتواجدين في مقر وزارة العدل لذلك وتركوا المكان وهم يضربون كفا بكف، غير مصدقين لما يحدث ومتوقعين لحدوث العديد من الأحداث غدا أمام مقر أكاديمية الشرطة وتعجبوا من حالة الغموض التي تحيط بعملية أخذ التصاريح.
