كثيرا ما يفاجأ الفنان هشام سليم باسمه مقحما فى مشكلات من نوعية الخلاف على مساحة الدور، وربما ترتيب الأسماء، غير أن هشام دائما ما يرى فى العمل الجيد ما يستحق تجاوز تلك النقاط الخلافية والتركيز على الشخصية الدرامية التى يقدمها فى سياق العمل. عندما يتحدث هشام لا يضع فى ذهنه أى حسابات أو مجاملة لأحد، وإذا وافق على إجراء حوار يكون مستعدا للاجابة عن أى سؤال بلا تحفظات، طالما لا يتعارض مع مبادئه التى اختار أن «يدفع ثمنها بكامل رغبته». اعتذر عن عدم استكمال الجزء الثانى من مسلسل «المصراوية» واختار بدلا منه الخوض فى عالم الجاسوسية بمسلسل «ملف سامية فهمى». ترددت أقاويل كثيرة عن سبب اعتذارك عن الجزء الثانى من «المصراويه».. وحتى الآن ظلت الحقيقة غائبة؟ اعتدت أن أتعرض لأمور غريبة فى حياتى نادرا ما يواجهها أحد غيرى، وهو ما حدث بالضبط فى مسلسل «المصراوية».. فهل يعقل أن يقرأ المشاهد اسمى على تتر المسلسل باعتبار أننى بطل الجزء الأول وإرضاء لمدام غادة عادل يتم كتابة اسمها كبطلة للجزء الثانى وهو شرطها لكى توافق على استكمال العمل، وعندما غضبت وتحدثث مع المخرج اسماعيل عبدالحافظ وجدته يقول لى «معلشى انت زى ابنى».. لكن أعتقد أنه لا يوجد أب يفعل هذا فى ابنه فهذا أمر غريب لم يحدث من قبل لا فى مصر ولا فى بلاد الفرنجة!. ولكن غاده اعتذرت عن الجزء الثانى.. فلماذا لم تكمل النجاح الذى حققته فى الجزء الأول؟ لأن هذه مصيبة فى حد ذاتها فها هى الفنانة التى كرموها فى الجزء الأول من العمل وكتبوا أنها نجمة الجزء الثانى وتم تكبيرها وتعظيمها بهذا الشكل أحرجت الجميع وعلى رأسهم المخرج ولم تستكمل دورها، وأنا سعيد أن الفنان ممدوح عبدالعليم وافق على استكمال الدور بدلا منى فهذا شرف لى. ولكنك كنت مستعدا للتعاون مع غادة عادل فى بطولة مسلسل «ملف سامية فهمى» فما سر هذا التغيير؟ هذا المسلسل عانى من مشكلات عديدة وأمور «متلخبطة» فقد تم ترشيح منة شلبى فى البداية لكنها اعتذرت ثم تم ترشيح غادة عادل ولكنها اعتذرت أيضا وبعدها جاءت منة مرة أخرى وهكذا. وهل وضعت شروطا لوضع اسمك فى تتر المسلسل الجديد؟ قلت لهم ما تريدون أن تفعلوه فافعلوه دون الرجوع لى فلقد اعتدت أن أتعرض لمثل هذه الأمور وأنا من ناحيتى «خدت على كده» فاذا رأوا كتابة اسم أى أحد قبلى فليفعلوا وإذا أرادوا أن يكتبوا اسمى بعد كل الأسماء فأهلا وسهلا. ألا يعد هذا تنازلا بدون مبرر من جانبك؟ لا أرى أى تنازل فى هذا الموضوع ولكن التنازل الحقيقى تسببتم فيه أنتم أهل الصحافة، فحين تريدون أن ترفعوا من شأن أحد رفعتوه إلى السماء، والعكس صحيح. فأنتم الذين تطلقون على هذا نجم التليفزيون وذاك نجم السينما وتؤكدون أن فلان نجم الكوميديا وهكذا تمنحون ألقابا غريبة رغم أنه فى النهاية كل الممثلين متساوون. كيف يتساوى الممثلون فى ظل وجود النجوم اللامعة؟ كل هذا كلام باطل لا أساس له من الصحة، فالصحفيون ظلوا «ينفخون» فى بعض الممثلين بشكل غريب، وها نحن نشاهد 80 مسلسلا فى رمضان معظمها «عك» تظل الناس تسب فيها وتهاجمها ولا نجد منها سوى 3 أعمال فقط ذات مستوى جيد والباقى «فلوس بتضيع فى الأرض»، ولكن أعتقد أن هذا الأمر لن يتكرر هذا العام بسبب الأزمة المالية الطاحنة.. والمسلسل الذى سيفشل سوف يحدد بشكل كبير من سيستمر فى الانتاج خلال الأعوام المقبلة. وهل هذا سر موافقتك على مسلسل يتحدث عن الجاسوسية؟ هذا هو سر موافقتى على أى عمل جيد ومسلسل «ملف سامية فهمى» قائم على ورق رائع كتبه السيناريست بشير الديك وإخراج متميز لنادر جلال الذى أكن له كل احترام وسبق أن تعاونت مع هذا الثنائى الرائع فى مسلسلين آخرين هما «درب الطيب» و«ظل المحارب»، فنحن بحاجة إلى مثل هذه النوعية من المسلسلات الجادة التى تحمل رساله وهدفا. وماذا عن دورك فى هذا العمل؟ أجسد شخصية ضابط المخابرات المصرى عادل مكين المكلف بضبط شبكة جاسوسية، وحقا لا أعلم إذا كان هذا هو الاسم الحقيقى لهذا الضابط أم لا، فكما نعلم أن المسلسل مأخوذ عن قصة حقيقية من ملفات جهاز المخابرات المصرية. سبق وقدمت دور ضابط الشرطة فهل وجدت أى فارق؟ نعم.. فلقد حرصت أن أتعرف على الملامح الرئيسية لهذه الشخصية والتقيت مجموعة من ضباط المخابرات الذين أكدوا لى أن غلطة ضابط المخابرات خارج البلاد قد تهدد أمن مصر كله، وقد يصل الامر إلى حد الاساءة إلى الحكومة والرئيس وعليه لا يجوز أن يكشف عن شخصيته حتى لو تعرض للسرقة، إلى جانب أننى تعلمت كيفية التصرف والتعامل مع الناس وهكذا. وهل استعنت بمساعدة رجال المخابرات لتتمكن من إجادة الدور؟ بالفعل قام أحد ضباط المخابرات بزيارتنا بموقع التصوير فى مصر وكانت له بعض الملاحظات على بعض الجمل التى رأى أنه ليس من اللائق أن نرددها، كما وفر الكثير من المساعدات الأخرى. عمل بهذا الحجم يحتاج إلى ميزانيه باهظة فهل توفرت لكم؟ حتى هذه اللحظة قامت جهة الانتاج بتوفير جميع الامكانات الضرورية وأتمنى أن تستمر على هذا النحو حتى نهاية التصوير. تحدثت عن العدد الهائل من المسلسلات الرمضانيه فهل تتمنى عرض هذا المسلسل بالشهر الكريم؟ أنا أتمنى عرض كل أعمالى بشكل جيد وفى توقيت مناسب ولكن غالبا أمنياتى لا تتحقق ولا يتم عرض مسلسلاتى بالشكل الذى أتمناه. لماذا يسيطر عليك هذا الشعور دائما؟ لأننى أدفع ثمن مبادئى التى أؤمن بها ولن أغيرها رغبة فى تحقيق ما أحلم به ولن أرتكب أى أخطاء لأننى لو فعلت هذا فسوف تفسد موهبتى فلن أعيش وهم أننى النجم الأول وأخضع لمن ينفخ فى صورتى دون تقييم حقيقى لموهبتى فأنا ممثل أحب التمثيل وأسعى للتنوع فى الأدوار حتى لو لم يرق هذا الأمر للبعض. ولماذا لا يروق هذا الأمر للبعض؟ لأننى اكتشفت بعد هذه السنين أننى كنت حاسبها «غلط» حيث كنت حريصا على تقديم شخصيات مختلفة لكن الممثل فى مصر يظل يلعب نفس الشخصية إلى أن يموت ولكنى رفضت أن أكون عروسة تردد نفس الجملة عندما نلعب بها، ولازلت حريصا على تقديم كل ما هو مختلف. وما الشخصية المختلفة التى تسعى وراءها؟ أريد أن ألعب شخصية رجل كفيف وحتى لا يذهب ذهن الناس إلى فيلم «الشموع السوداء»، بطولة والدى صالح سليم ولكنى أريد أن أجسد شخصية رجل يفتقد أحد الحواس المهمة كالسمع والنظر لأن هذه الشخصيه تمثل تحديا فى كيفية أدائها بشكل جيد. ألم تجد بعد الشخصية المختلفة التى تعيدك للسينما؟ لا يوجد سينما أصلا والقائمون على هذه الصناعة الآن يقولون لى أنه كلما أرسلنا لك نصا ترفضه وهذا حقيقى فى ظل ما ألمسه من محاولات جادة لمسخ هويتنا وإبعادنا عن حضارتنا وتاريخنا وعيشتنا.. وكيف تحولنا إلى سينما أمريكية وأفلامنا مليئة بالضرب والسيارات التى تنقلب فإذا أرادوا هذا فليذهبوا إلى أمريكا حيث يجوز معها هذه السينما.