يحتفظ منتخب الأرجنتين بأفضل سجل في تاريخ كأس العالم تحت 20 سنة حيث فاز باللقب ست مرات إلا أن مستواه تراجع في الفترة الأخيرة وهو ما يتبين لنا من غيابه عن بطولة مصر 2009 واكتفائه بالمركز الثالث في تصفيات أمريكا الجنوبية التي استضافتها بيرو مطلع العام الجاري. وقد احتفل شباب التانجو بالكأس لأول مرة في بطولة اليابان 1979 عندما كان يشرف عليهم سيزار مينوتي ويقودهم على أرض الملعب شاب مذهل يدعى دييجو أرماندو مارادونا ثم مرت 16 سنة قبل أن يصعدوا منصة التتويج مجدداً في حقبة رائعة توالت فيها الانتصارات تحت قيادة خوسيه بيكرمان ثم هوجو توكالي وشهدت فوزهم ببطولات قطر 1995 وماليزيا 1997 والأرجنتين 2001 وهولندا 2005 وكندا 2007. وخلال هذه السنوات ظهر نجوم من أمثال خوان ريكيلمي وبابلو أيمار وخافيير سافيولا وسيرخيو أجويرو والأسطورة: ليونيل ميسي وهي أسماء تجعل الكل يترقب وينتظر بلهفة ليرى ما ستقدمه لنا المدرسة الأرجنتينية هذا العام في كولومبيا. وتخلى منتخب شباب الأرجنتين عن البريق الذي كان يميز سابقيه واختار أن تكون الفعالية وسيلته للتأهل إلى كولومبيا 2011 وهو ما استطاع تحقيقه قبل خوض الجولة الأخيرة من بطولة أمريكا الجنوبية التي جرت في بيرو إذ لم تَحُل الخسارة بهدف دون رد أمام أوروجواي في الجولة قبل الأخيرة دون بلوغه النهائيات العالمية تحت قيادة والتر بيرازو الذي تولى الإدارة الفنية للفريق خلفاً لسيرجيو باتيستا. وكان الألبيسيلستي قبل ذلك قد تصدر المجموعة الأولى ليصل إلى الدور الثاني والنهائي بسجل خال من الهزائم كما يحسب له أنه المنتخب الوحيد في البطولة الذي تمكن من إلحاق الهزيمة بالبرازيل (2-1) في مباراة حامية الوطيس كانت توحي بأن الصراع على اللقب سيشتعل بينهما في المراحل الأخيرة وهو ما لم يحدث على أرض الواقع. وإجمالاً فاز شباب التانجو بست مباريات وتعادلوا في واحدة وخسروا اثنتين وسجلوا 15 هدفاً في حين دخل مرماهم 9 أهداف أما الشيء الذي آلمهم حقاً فهو أن المركز الثالث الذي حصلوا عليه لم يكن كافياً ليتأهلوا إلى بطولة كرة القدم الأوليمبية التي ستقام العام القادم والتي كانوا يحلمون بالاحتفاظ بلقبها للمرة الثالثة على التوالي. كما كان الحال مع الأجيال السابقة، يزخر فريق والتر بيرازو بلاعبين معتادين على حرارة الدوري الممتاز لكن الشيء اللافت للانتباه هو أن أبرز من سطع نجمهم في بطولة أمريكا الجنوبية هذا العام كانوا أولئك الذين لم يحظوا حتى الآن بفرص حقيقية مع أنديتهم ، وبصفة عامة يمكن القول بأن الفريق وبما يتفق مع تقييم المدرب أظهر قوة واضحة في حراسة المرمى وخط الدفاع، لكن حضوره كان ضعيفاً وأداءه كان يفتقر للترابط في وسط الملعب أما في الهجوم فقد تجلت موهبة خوان مانويل إيتوربي الذي يعد من أصغر لاعبي المنتخب والذي تفننت الصحافة في مقارنته بليونيل ميسي. وقد قال بيرازو متطلعاً للمستقبل: "لم يكن التأهل لبطولة العالم جائزة ترضية، فقد كان خطوة للأمام بالمقارنة مع ما حدث في 2009 وما نحن بصدده الآن هو الذهاب إلى كولومبيا وتحسين بعض النقاط، والقتال من أجل البطولة".