تتمتع كوريا الشمالية بمكانة مرموقة في مسابقات الشباب الآسيوية منذ زمن بعيد وليس أدل على ذلك من فوزها في الماضي ببطولة آسيا تحت 19 سنة مرتين ، كما نال شباب تشوليما لقب وصيف البطل مرة واحدة واحتلوا المرتبة الثالثة ثلاث مرات مؤكدين بذلك أن منتخبهم هو واحد من أقوى منتخبات القارة وأكثرها جدارة بالاحترام. ولكن ما يثير الدهشة حقاً هو أن هذا الفريق المتمكن صاحب المقام الرفيع بين فرق آسيا لم يتأهل لكأس العالم تحت 20 سنة إلا مرة واحدة في بطولة كندا 2007. وفي تلك المناسبة كاد هذا المنتخب الذي لم يكن جمهور كأس العالم قد رآه من قبل أن يفاجئ العالم بأسره حيث تعادل مع بنما ومع جمهورية التشيك قبل أن يخسر أمام الأرجنتين بهدف وحيد لتضيع عليه فرصة التأهل للدور الثاني وبعد أن أخفق في التصفيات القارية من جديد قبل عامين ، عاد لينتفض بكل قوة ويفوز بكأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه هذا العام ويصل لنهائيات بطولة العالم للمرة الثانية. كانت تحدو شباب تشوليما رغبة عارمة في إثبات ذاتهم وتأكيد مكانتهم وهم يخوضون منافسات آسيا تحت 19 سنة في الصين ، ولكن البداية كانت صادمة للفريق إذ خسر 1-0 أمام أوزبكستان إلا أنه سرعان ما استفاق وفاز 3-0 على المنتخب العراقي بطل القارة خمس مرات ، وبانتصاره على البحرين 2-0 بلغ دور الثمانية وفاز فيه على أصحاب الأرض ليصل إلى المربع الذهبي ويتأهل في الوقت نفسه إلى كولومبيا 2011. وحدة صف الفريق وعدم اليأس مهما حدث هما العلامة المميزة لكرة القدم في كوريا الشمالية بكل مستوياتها وفئاتها العمرية ولا يمثل هذا المنتخب استثناء لذلك بأية حال من الأحوال. وقد كان ألمع النجوم بين هذه الكوكبة الناشئة هو جونج إيل- جوان الذي نال لقب أفضل لاعب في البطولة مكافأة له على قيادته المنفردة تقريباً لمنتخب بلاده نحو العرش الآسيوي. فبالإضافة لأدائه الرائع بدأ مهاجم نادي ريميونجسو يترك بصمته على الشباك أيضاً بتسجيله الهدف الأول في مرمى الصين، ثم الهدف الأول أيضاً لفريقه في مرمى كوريا الجنوبية في مباراة نصف النهائي التي فازوا بها 2-0 ، قبل أن ينطلق بكل قوته ويفرض هيمنته التامة على النهائي ضد أستراليا محرزاً الأهداف الثلاثة التي فازت بها كوريا الشمالية 3-2 لتعود إلى الديار بالكأس. ويقول المدرب يون عن هدافه الخطير: "لقد كان أداء جونج ممتازاً خلال البطولة وربما يرتقي إلى الفريق الوطني الأول إذا واصل الاجتهاد في العمل ولقد تعلمنا من الفشل الذي مُنينا به منذ سنتين وركزنا على خطي الوسط والدفاع ، كما أدى لاعبونا بشكل جيد طوال البطولة وبذلوا جهداً كبيراً حتى الصافرة الأخيرة".