أجمع شهود العيان والنشطاء السياسيون المشاركون فى مؤتمر «موقعة العباسية»، الذى عقد أمس الأول بمقر حزب التيار المصرى بمشاركة 17 حركة وحزبا سياسيا، على «تورط مجموعات منظمة من البلطجية المدفوعين من جهات أمنية» فى الاعتداء على المشاركين فى المسيرة السلمية التى انطلقت مساء السبت الماضى، من ميدان التحرير فى اتجاه وزارة الدفاع، وأكد شهود عيان انتشار هذه المجموعات فى الميدان قبل وصول المسيرة بساعة كاملة. كشف أحد سكان حى العباسية، محمد عبدالفتاح عليوة، عن وجود مجموعات منظمة من «البلطجية» انتشرت فى ميدان العباسية فى الساعة الخامسة من مساء السبت الماضى، أى قبل وصول المسيرة التى انطلقت من ميدان التحرير فى اتجاه وزارة الدفاع بساعة كاملة. وقال عليوة، الذى حرص على إظهار بطاقة هويته للمشاركين فى المؤتمر، إن هؤلاء البلطجية حملوا أسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف واتخذوا وضع الاستعداد فى انتظار وصول المشاركين فى المسيرة. وتابع: «اختفت هذه المجموعات فى الأزقة والشوارع الجانبية المؤدية إلى الوايلى قبل وصول المسيرة، وسارعت قوات الشرطة العسكرية بوضع متاريس حديدية وأسلاكا شائكة وإغلاق أبواب مسجد النور بالجنازير». «بمجرد وصول المسيرة خرجت مجموعات البلطجية من الشوارع واستقبلوا الثوار بزجاجات المياه الغازية الفارغة والحجارة، وسارعت قوات الأمن المركزى بإغلاق شارع رمسيس من الخلف وأصبح المكان كالفخ الذى حاصر متظاهرى التحرير من كل جانب فى وجود قوات الشرطة العسكرية التى اكتفت بموقف المتفرج ولم تحاول حماية المتظاهرين أو تأمين خروجهم»، يستكمل عليوة روايته. من جهتها، روت غادة محمد، مرشدة سياحية، وإحدى الفتيات المشاركات فى المسيرة، واقعة اختطافها بواسطة ضباط الشرطة العسكرية قائلة: «تم اقتيادى من أمام مسجد النور بالعباسية وإدخالى مدرعة تعرضت فيها للركل والصعق بالكهرباء فى أنحاء متفرقة من جسدى». وتابعت: «لم يكف الضابط وآخر كان يرتدى زيا مدنيا عن ضربى إلا بعد تعرضى لنزيف فى الأنف، وسمحوا لى بغسل وجهى بالماء لالتقاط صور لى وأنا أحمل 12 دولارا». «تحركت بى المدرعة فى اتجاه مدينة نصر وجرى استجوابى ووجهت لى أسئلة حول حقيقة انتمائى لحركة «شباب 6 أبريل» وعندما نفيت ذلك اضطروا لإطلاق سراحى فى أحد شوارع مدينة نصر». من جهته، قال عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، مصطفى شوقى: «لم نذهب للمطالبة بإسقاط المجلس العسكرى ولم نسع لمحاصرته كما أشيع»، موضحا أن حركة «لا للمحاكمات العسكرية» دعت لهذه المسيرة الأسبوع الماضى، أى قبل تخوين المجلس العسكرى لحركة «شباب 6 أبريل» فى بيانه رقم 69». وأوضح شوقى أنهم ضموا المطلب الخاص باعتذار المجلس العسكرى عن اتهاماته ل 6 أبريل لقائمة مطالبهم، مؤكدا أن مسيرتهم استهدفت بالأساس حث المجلس العسكرى على الاستجابة الجادة لمطالبهم التى رفعوها فى مليونية 8 يوليو والاعتصام الذى أعقبها.